بترا طوق : اتنشّق الهواء ببطء
العرب نيوز ( شعراونا – كمشة_حكي) بقلم الزميلة الشاعرة بترا طوق – اتنشّق الهواء ببطء
اتنشّق الهواء ببطء
ولكنني اختنق
اغرق وانا على اليابسة
اتنهّد
انتفض ابكي واثور
الفّ عاصفتي بنسمة ودمعة
واصرخ يا الله …
أما كان بإمكانك
ان تحرس الحلم
ان تنتشلهم من جهنّم الكبار
الّا تدع احدًا يطأ أرض طفولتهم المقدسة؟
واترك الجنون يعبث كما يحلو له فيما بعد!
قل لي
الم تحرص على ان تسكنهم الرَّحم وطنًا اوّل
وان ترضعم حليب الوجود، من ثديين
ليتساوى طفل اللا وطن وطفل الوطن
طفل السلام وطفل الحرب لبرهة من الزمن؟
كيف لك اذًا ان تبقى صامتًا
اتصلُك رائحة أشلاء طهارتهم؟
اتُغمض عينيك مثلي
كي لا ترى احتراقهم بخورًا وصلاة
عن أرض وتراب وحلم وحرية…
قل لي كيف سيقفون اطفالًا امام عدالة السماء،
وعدالة الأرض غربة ونيران؟
قل لي كيف ستعدّ سماءً لهم
تنسيهم جهنّم الأرض؟؟
كيف ستشفي الذاكرة من الذاكرة؟
هل ستُغنّي لهم كي تنسيهم اصوات الموت الطويل؟
ماذا ستقول لهم عن ملء الحياة وهم حتى لم يتذوّقوا طعم الحياة؟
هلّا حنوت عليّ واجبتني،
تفوّه بكلمات، بكلمة، بنفَس
وبّخني
عاتبني
جادلني
فصمتُك يجلدني اكثر من هذا الجنون
والقلب في جلجلته الطويلة
يبكي عن كل امهات الارض
أرثي اولادي في اولادهّن
واجثو على ركبتي
انتظر الصبح
انتظر الحلم
انتظر العودة
انتظر ضجيجهم لأرجوهم ان يرسموا لا على الورق
بل على صفحات قلبي
وانتظرك…
انتظر ان ينطق صمتك
في الكلمة او اللا كلمة
فيا ساكن قلبي والسماء
انتظر صُبح صوتك
قل لي ماذا ستجيبها
حين تنظر في عينيك وانت تشرّع القلب ذراعين وسماء
لتقول لك
“لا أريد السماء،
فقط أريد أمي…”
امام صمت الله
وجرح قلبي
في #اطفال #غزة و #رفح