|
الثلاثاء، الموافق ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤ ميلاديا

دار الفتوى – المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا رحلة العمرة المباركة تحت عنوان ( وا شوقاه رسول الله)

العرب نيوز ( بانكستاون – سدني ) الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين
ما إن ودَّعْنَا شهر ربيع الأول وقلوبنا تشتاق إلى رسول الله حتى بدأتْ رحلة عظيمةٌ أخرى تُطِلُّ علينا ألا وهي رحلة العمرة وزيارة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم التي فيها كلُّ الخيرِ والمنفعةِ والتي بها يَنفتِحُ بابٌ واسعٌ للإنابةِ والتوبةِ إلى اللهِ وقد أَخَذَتْ تَثورُ في نفوسِ كثيرٍ من المسلمينَ نوازعُ الشوقِ لأداءِ فريضةِ العمرة المباركةِ يتدفّقُونَ من كلِّ حدبٍ وصوبٍ في أطرافِ المعمورةِ بالبرِ والجوِ والبحرِ قاصدينَ الديارَ المقدسةَ في بلادِ الحجازِ يطوفونَ حولَ الكعبةِ الشريفةِ مهللينَ ومكبّرينَ ويحدوهُم رجاءٌ واحدٌ هو طلبُ رِضى اللهِ سبحانَهُ في المكانِ الذي جَعَلَهُ مثابةً للناسِ وأمناً، ومن ثَمّة مُتابعةُ السيرِ إلى المدينةِ المنوّرةِ لزيارةِ الحبيبِ المصطفى الذي محا اللهُ بنورِ هَدْيِهِ الظُّلُماتِ:
إلى طيبةٍ أُهدي سلامي وإعْظامي ونَشوةَ أشواقي وجَذوَةَ إلهامي
إلى المسجِدِ المقصودِ مِن كُلِّ زائِرٍ ومِن كُلِّ عَبَّادٍ ومِن كُلِّ قوّامِ
إلى المصطفى في قبرِهِ سيِّدِ الورى وصفوةِ خلقِ اللهِ والمَثَلِ السامي
ما أجملَهُ من مَنظَرٍ حيَن نُوَدِّعُ الاهلَ والأحبابَ والأصدقاءَ المُتوجّهِينَ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ وهُم يُرَدِّدُونَ وقتَ رحيلِهِم هتافاً خاشِعاً ومؤثِّراً:
لبيكَ اللهمَّ لبيك لبيكَ لا شريكَ لك لبيك إنَّ الحمدَ والنّعمةَ لكَ والمُلك لا شريكَ لك
وكيفَ لا تفرَحُ القلوبُ وتُسَرُّ النُفوسُ ومكّةُ دَوحَةُ الإيمانِ وأرضُ الإيمانِ وأحبُّ أرضِ اللهِ الى اللهِ مِنها دوّى صوتُ الحقِّ وامتدَّ نورُ الهدى يبدِّدُ ظُلُمَاتِ الشِّركِ والضّلالِ ليَملأَ الأرضَ نوراً وعَدْلاً. مِن هذِهِ البُقعةِ الكريمةِ انطلقَت قوافِلُ الفَتحِ ومواكبُ الايمانِ وتفتَحُ الدُّنيا بهديِ القرآن.
واعلَمُوا أنهُ يُسَنُّ زيارةُ قبرِ النبيِّ الأعظمِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بإجماعِ العُلماءِ والمجتهدينَ وهيَ من أنجحِ المساعي وأهمِّ القُرُبَاتِ إلى اللهِ سُبحانهُ وتعالى، يقولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ:
{ من زارَ قبري وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتي } رواهُ الدّارَقُطْنيُّ وقَوَّاهُ الحافِظُ السُّبكيُّ
ويقولُ أيضاً : { ما بينَ قَبري ومِنبَري روضةٌ مِن رِياضِ الجنّةِ } رواه البخاري وغيره .
فمن أراد رضا الله سبحانه وتعالى والتقرب اليه بأداء مناسك الحج والعمرة كما أنه يتكلف من ماله وصحته ووقته لهذه الرحلة العظيمة لا بد وأن يتكلف من وقته قبل الشروع وقبل البدء بمناسك الحج والعمرة لتعلم أحكام الحج والعمرة.
فلا خير في عبادة لا فقه فيها وكما قيل: ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج. سبب ذلك أن كثيرين يذهبون شوقا من غير أن يتعلموا أركان الحج والعمرة ومن غير أن يتعلموا مفسدات الحج والعمرة، من غير أن يعرفوا كيف تصحُ العمرة من غير أن يعرفوا ما هو الذي يُجبر بدمٍ وما هو الذي اذا ما تركه لا يُجبر بدم، ترى كثيراً من الناس يذهبون هناك فيضيعون بين فتوى فلان وكلامِ فلان وفتوى ءاخر فيكونون حَيارى لا يعرفون ما يفعلون .
على هذا كانت رحلةُ العمرة المباركة التي نَظمتها دار الفتوى في استراليا برعاية أمينها العام سماحة الشيخ الدكتور سليم علوان، وبعد العودةِ بسلام تم تكريم المشاركين باحتفالٍ كبيرٍ في قاعة كلية السلامة، حيث تم بعد تناول الغداء توزيع الشهادات عليهم سائلين الله أن يوفق المعتمرين الكرام وأن يتقبل منهم أعمالَهم و ان يمنحهم الأجرَ والثوابَ وأن يجعل عملهم مبروراً وسعيهم مشكوراً وذنبهم مغفورا.
و نحن اليوم إزاء ما نعانيهِ من تشتتٍ و تباعدٍ وتشرذمٍ وبلاءٍ وويلاتٍ ومَآسٍ مدعوون جميعا إلى التعاونِ والتماسكِ والتضامنِ داعين الله أن يخفف عن المظلومين وينصرُهم على من ظلمَهم .

#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “

 

Translate »