حمادة فراعنة : دور أميركا الشريك
العرب نيوز ( رؤوس – أقلام ) بكتب المحلل السياسي حمادة فراعنة – أحبطت الولايات المتحدة إصدار قرار عن مجلس الأمن يوم الخميس 21 تشرين الثاني يناير 2024 بوقف اطلاق النار عن قطاع غزة، وهو توجه وسياسة لا تقل سوءاً عن قرارات تزويد واشنطن للمستعمرة الإسرائيلية بـ: الأسلحة، والاحتياجات العسكرية، والمعلومات الاستخبارية، والتكنولوجيا، لمواصلة حربها وقتلها وتدميرها للشعب الفلسطيني، وإحباط تطلعاته نحو الحرية والاستقلال والعودة.
في نفس اليوم شجبت الولايات المتحدة قرار محكمة الجنايات الدولية المتضمن إصدار مذكرة اعتقال قادة المستعمرة نتنياهو رئيس الحكومة، ويوأف جالنت وزير الدفاع السابق، على خلفية الجرائم التي قارفها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، وأشرفا عليها منذ بداية حملة جيش المستعمرة على قطاع غزة يوم 8 تشرين إلى أكتوبر 2023 .
واشنطن التي أحبطت إصدار قرار عن مجلس الأمن بوقف الحرب الإسرائيلية المجنونة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ترفض بشكل قاطع قرار محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة الاعتقال بحق الثنائي نتنياهو وجالنت، ورداً على ذلك، طالب بعض قيادات الكونغرس اتخاذ إجراءات عقابية رادعة بحق المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية كريم خان، وبحق القضاة الذين أصدروا القرار، وبشأن المحكمة كمؤسسة دولية.
قرار محكمة الجنايات الدولية يسري على 124 دولة الأعضاء لدى المحكمة الموقعين على اتفاقية روما التي يُستمد منها عمل واختصاص المحكمة الجنائية الدولية وهذه الدول ملزمة بتنفيذ أمر الاعتقال الذي يصدر لأول مرة بحق قادة من المستعمرة وهو قرار له سوابق مشابهة بحق الرئيس الروسي بوتين على خلفية حرب اوكرانيا، وبحق الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وولده سيف الإسلام القذافي وهو أمر مازال ساري المفعول، وبحق الرئيس الكيني ونائبه، وكذلك بحق الرئيس السوداني عمر البشير .
قرار محكمة الجنايات الدولية بحق نتنياهو وجالنت تم على خلفية الجرائم التي سبق وأشرفا عليها، وسبباها بحق أهالي قطاع غزة منذ 8 تشرين أول أكتوبر 2023 حتى 20 أيار مايو 2024، وهو يوم إصدار المدعي العام كريم خان، مذكرة الاعتقال كي يمثلا أمام المحكمة وقد جدد كريم خان مطالبته في شهر آب الماضي نحو الإسراع في إصدار مذكرة الاعتقال وهكذا كان يوم الخميس 21 تشرين أول أكتوبر 2024.
قرار واشنطن بشأن فيتو «وقف إطلاق النار»، ورفضها قرار الجنائية الدولية بحق قادة المستعمرة، يدلل على أن واشنطن ليست مجرد داعم لسياسات المستعمرة التوسعية الاحتلالية العنصرية، بل هي شريك بها، وداعمة لها، ومتورطة في جرائمها، سياسياً وقانونياً وعسكرياً واستخبارياً .
السؤال ما هي مصلحة واشنطن في التمادي على دعم المستعمرة وكأنها الولد المدلل؟؟ لماذا تفعل ذلك، وإلى هذا المدى؟؟
واشنطن تعمل على مواصلة تفردها في قيادة العالم، وسيطرتها الاحادية على السياسة الدولية، كي تبقى هذه الدولة العظمى الوحيدة في العالم، ولهذا تعمل على دعم الحلفاء لها الذين يوفرون لها ما يستطيعون خدمة لمصالحها واستمرار نفوذها وتفوقها، ولهذا تدعم اوكرانيا في مواجهة روسيا، وتدعم المستعمرة لمواجهة خصومها وأعدائها، باعتبارها الحليف الاقرب لتنفيذ سياساتها في منطقة العالم العربي.
روسيا والصين، تسعيان، لاستعادة مكانتهما الدولية التي فقدتاها، وهزيمتهما، مع نهاية الحرب الباردة 1990،الصين عبر القوة الاقتصادية، وروسيا عبر دعم قضايا وعناوين سياسية دولية، تتصادم مع المصالح الاميركية.
الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، يدفعون ثمن هيمنة وتسلط المستعمرة الاسرائيلية وتوسعاتها الاحتلالية، ويدفعون ثمن الصراع الدولي بين الولايات المتحدة وأوروبا من طرف، وروسيا والصين وإيران من طرف آخر
العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “