البروفيسورة أميرة عيسى : ” لراديو أس بي اس 24 ” التأقلم والرضا أو الموت و الفناء
العرب نيوز ( شخصيات ) ضمن سلسلة بودكاست “وجوه من الجالية” التقت أس بي أس عربي 24 مع البروفيسورة الدكتورة أميرة عيسى مؤسِسة المنتدى الثقافي العربي وأستاذة الأدب النقدي المقارن الفرنسي في الجامعة اللبنانية والحاصلة على الدكتوراة بمرتبة الشرف في الأدب الفرنسي من فرنسا، وتقلدت وسام الفارس الأكاديمي من الدولة الفرنسية عام 2005. قالت في بداية حوارنا معها :” إن اللغة الإنجليزية هزمتها عند بداية هجرتهاعندما تم الطلب منها تدريس طلبة الجامعة المتخصصين بالأدب الفرنسي باللغة الإنجليزية المتمكنة جدا، فاستغربت كيف تدرس الفرنسية بالإنجليزية، ولم تكمل مسيرة التدريس في الجامعات الأسترالية في ذلك الوقت “.
وتضيف ، كانت هجرتها مع نهايات الحرب اللبنانية بكل أوجاعها و استنزافها للشعب اللبناني بكل أطيافه وانهيار الاقتصاد. في نهاية الثمانينيات، وصلت إلى استراليا مع عائلتها الصغيرة المكونة من زوج وطفلين ولد وبنت. وأضافت أنه تم اعتماد شهادتها كونها حاصلة على الشهادات العليا في تخصصها في النقد الأدبي الفرنسي، لكنها لم تتمكن من تدريس الأدب الفرنسي لطلبة الجامعة باللغة الإنجليزية المتقنة المتقدمة مما شكل عقبة لها، لذلك بقيت ثلاث سنوات حتى حصلت على الجنسية الأسترالية.
في ذلك الوقت، وقعت في خيارصعب مع بداية هجرتها حيث طالبتها الجامعة اللبنانية بالعودة لعملها أوتفقد وظيفتها وجميع امتيازاتها؛ فاضطرت لترك أولادها في استراليا وهم في المرحلة الثانوية و العودة مرة أخرى إلى لبنان واستكمال مسيرتها المهنية والعيش في حالة من القلق في أسرة منقسمة في بلدين معتمدة على قوة شخصية طفليها وحُسن تربيتها لهما، و لتأتي لزيارتهما دوريا في إجازات العمل ” . تقول :” كانت مرحلة صعبة جدا مليئة بالتعب والتوتر، لكن – بحمد الله- نجح الولدان وشقا طريقهما في المسارات الجامعية والحياتية وتزوجا ، و أصبح لكل منهما عائلة مستقلة وتضيف ” إلى أن قررت لاحقا بعد مرور السنين و زيادة الحنين للأولاد والأحفاد الاستقرار في سيدني، فتقدمت للحصول على التقاعد المبكر من الجامعة اللبنانية، ولتعود قبل حوالي خمس سنوات للاستقرار مع العائلة.
الدكتورة أميرة عيسى شخصية مبادرة، أسست في مسار حياتها المهنية في لبنان المنتدى الفرانكفوني في الجامعة اللبنانية، و في أستراليا أسست المنتدى الثقافي الأسترالي العربي بصحبة نخبة من الأدباء المبدعين العرب من الجالية العربية مثل المهندس علي حمود، والشاعر محمد الديراني ليصبح عدد المنتسبي المنتدى منذ انطلاقته عام 2020 1600حوالي عضوا من خيرة الشعراء والأدباء و الرسامين والفنانين المبدعين من الجالية. و أوضحت، أن الهدف من هذا المنتدى كما تقول:” هوتعزيز الثقافة العربية بين أبناء الجالية وتقوية اللغة بين الناطقين بها وتسليط الضوء على المبدعين و إيجاد منصة تجمعهم في المهجر ” .وتضيف، أن هذا المنتدى يخدم ليس فقط أبناء الجالية بل توسع لخدمة كل المبدعين الناطقين بالعربية في كل بقاع العالم “.
كما يعتزم المنتدى إطلاق مؤتمر هام عام2021 بعنوان”غربة في الوطن ووطن في الغربة” بالتعاون بين المنتدى واتحاد الكتاب والمثقفين العرب في باريس يتناول معاناة الإنسان العربي في وطنه وفي المهجر.
وحول نشاط الدكتورة أميرة عيسى الدائم نحو الفعل الثقافي، أوضحت أن نشاطها مليء بالهمة والنشاط لإضاءة شمعة وإن كانت صغيرة بالفكر بين الناطقين بالعربية وتعزيز اللغة العربية بين أبنائها من الجيل الحالي و الأجيال القادمة.
أصدرت الدكتورة أميرة عيسى ديوانين شعريين الأول صدر العام الماضي في بيروت بعنوان” نقش الحناء” والثاني سيصدر في حفل بديع في سيدني بعنوان”حب الرمان”. وتقول” تأخر إصدار الديوانين – رغم أن كثيرا من القصائد مكتوب مذ زمن بعيد – بسبب انغماسي في النقد والعمل الأكاديمي”، وحين أتت اللحظة المناسبة بدأت بنشر نتاجها الابداعي.
واختتمت الدكتور أميرة عيسى الحوار معها بمقولة ماذا علمتها الحياة فقالت:” علمتني الحياة: التأقلم والرضا أو الموت والفناء”.
لاستماع للقاء البروفسورة أميرة عيسى، يرجى الضغط على المدونة الصوتية أعلاه.