|
الثلاثاء، الموافق ٢١ يناير ٢٠٢٥ ميلاديا

رئيس جمهورية جنوب افريقيا ” سيريل رامافوزا”يقوم بزيارة رسمية للجزائر

العرب نيوز( الجزائر): د.دحمان الحدي – استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يوم الجمعة، نظيره الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، في مراسم رسمية مهيبة بمقر رئاسة الجمهورية، تعكس عمق العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

بدأت مراسم الاستقبال بعزف النشيدين الوطنيين للجزائر وجنوب إفريقيا، بينما اصطف فرسان الحرس الجمهوري في استعراض مهيب أمام قصر المرادية، الذي زُينت ساحاته برايات البلدين، لاستقبال الموكب الرسمي للرئيس رامافوزا.

وأعقب ذلك استعراض عسكري للرئيسين، حيث قاما بتحية تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي، في أجواء احتفالية مميزة، قبل التقاط صورة تذكارية خلدت اللحظة التاريخية.

وأجرى الرئيسان محادثات على انفراد تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه القارة الإفريقية.

في خطوة تعكس التضامن والتقدير لنضال الشعب الجزائري، وضع الرئيس رامافوزا إكليلاً من الزهور أمام النصب التذكاري بمقام الشهيد، ووقف دقيقة صمت ترحماً على أرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل استقلال الجزائر.

كما زار ضيف الجزائر المتحف الوطني للمجاهد، حيث استعرض محطات النضال الجزائري عبر التاريخ، وتلقى شروحات وافية حول بطولات الشعب الجزائري من أجل الحرية والاستقلال.

يذكر أن الرئيس سيريل رامافوزا كان قد حل مساء يوم أمس الخميس بالجزائر في إطار زيارة دولة بدعوة كريمة من أخيه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون

أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الجمعة, تطابق وجهات النظر بين الجزائر وجنوب افريقيا الشقيقية تجاه القضايا الاقليمية والدولية والتوافق بين البلدين على تفضيل الحلول السياسية التفاوضية لحل الأزمات بعيدا عن التدخلات الخارجية.

وقال رئيس الجمهورية في تصريح صحفي مشترك مع رئيس جمهورية جنوب افريقيا, السيد سيريل رامافوزا, عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية: “كان لنا حديث معمق حول الوضع الإقليمي والدولي الراهن, خاصة العدوان الصهيوني على قطاع غزة ولبنان وأغتنم هذه الفرصة لأحيي مرة أخرى الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية ونحن نساندها مساندة كاملة”.

وأضاف قائلا: “في حديثنا عن الأوضاع في المنطقة, تناولنا مسألة الصحراء الغربية التي أكدنا بشأنها على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتمكينه من حقوقه المشروعة وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية”.

وأشار رئيس الجمهورية الى أنه تبادل مع أخيه رئيس جمهورية جنوب افريقيا الشقيقة “وجهات النظر حول الأوضاع في منطقة الساحل وليبيا والسودان ومنطقتي إفريقيا الوسطى والجنوبية ومواضيع أخرى متعلقة بعمل الاتحاد الأفريقي وخلصنا إلى تطابق وجهات النظر بين بلدينا وإلى توافقنا على تفضيل الحلول السياسية التفاوضية لحل الأزمات بعيدا عن التدخلات الخارجية”.

وأكد رئيس الجمهورية أنه تم الاتفاق أيضا على تكثيف الجهود على مستوى الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي من أجل “تعزيز دور قارتنا والعمل على تحقيق المطلب الافريقي لإصلاح منظومة مجلس الامن من خلال تصحيح الظلم التاريخي تجاه افريقيا وفقا لتوافق وإعلان سرت”.

من جهة أخرى, اعتبر رئيس الجمهورية أن زيارة الدولة التي يقوم بها نظيره لجمهورية جنوب افريقيا الى الجزائر “تعبر عن خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والقائمة على التعاون الوثيق والتضامن الدائم”, كما تعبر أيضا عن “الطابع الاستراتيجي لعلاقاتنا الثنائية”.

ولفت رئيس الجمهورية الى أن هذه الزيارة سمحت كذلك بإجراء تقييم شامل لما وصل اليه البلدان في علاقاتهما الثنائية والتباحث حول السبل الناجعة لترقيتها “لتكون في مستوى الارادة السياسة المشتركة”, مشيرا الى انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا الثنائية للتعاون بالموازاة مع منتدى رجال أعمال البلدين الذي يعد –كما قال رئيس الجمهورية– “فضاء للتواصل بين المتعاملين الاقتصادين”.

وكشف رئيس الجمهورية في نفس الاطار أنه تم بمناسبة هذه الزيارة التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وجنوب افريقيا وكذا على 5 اتفاقيات للتعاون بين البلدين.

وفي الأخير, جدد السيد رئيس الجمهورية الترحيب بأخيه رئيس جنوب افريقيا والوفد المرافق له, متمنيا له “إقامة طيبة في رحاب بلده الجزائر مثلما كان فيه يوما الأخ الزعيم نيلسون مانديلا”.

و”بمناسبة زيارة دولة التي يقوم بها رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة إلى الجزائر، قرر السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، صدر مصف الاستحقاق الوطني، إسداء وسام من مصف الاستحقاق الوطني، برتبة أثير، لأخيه السيد سيريل رامافوزا, نظير مجهودات شخصه السامي ولدولة جنوب إفريقيا حكومة وشعبا, إكبارا وتنويها بدورها المميز في الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة في المحافل الدولية وكشف جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق من قبل نظام الأبرتايد للكيان الإسرائيلي”.

شاد رئيس جمهورية جنوب افريقيا, السيد سيريل رامافوزا, مساء اليوم الجمعة, بدور الجزائر في مجلس الأمن الأممي, مجددا نداء بلاده بضرورة إصلاح هذا المجلس حتى يكون “أكثر تمثيلا”.

وقال الرئيس رامافوزا في خطاب ألقاه أمام الدورة غير العادية للبرلمان المنعقد بغرفتيه بقصر الأمم (الجزائر العاصمة) أن بلاده “تجدد نداءها من أجل إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى يكون أكثر تمثيلا”, مشيدا بـ”مواقف الجزائر المشرفة”, قائلا بهذا الخصوص: “يجب ان نكون معا لإصلاح النظام العالمي والمالي ليكون في خدمة مصالح كل الدول والشعوب”.

كما شدد على ضرورة “دعم الضعفاء والمهمشين في كل بقاع العالم ومساعدة المدنيين في الحروب والنزاعات لكي نصل الى حل دائم للمشاكل وتوحيد افريقيا”, وهو –كما قال– “مشروع من أجل الوصول الى تطور مستدام واقتصاد متطور وسيكون هذا بتعميق التعاون بين الجزائر وجنوب افريقيا وتعاون بين برلماني البلدين”.

وبعد ان عبر عن سعادته بوجوده في الجزائر وإلقاء خطابه هذا أمام البرلمان الجزائري في اطار زيارة الدولة التي يقوم بها بدعوة كريمة من أخيه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أكد الرئيس رامافوزا ان البلدين “تربطهما علاقات أخوية قوية”, مضيفا بالقول: “حتى وإن كانت المسافة بين البلدين بعيدة, غير أنني أشعر وكأنني في وطني”.

وأبرز أن هدفه من هذه الزيارة هو “تقوية علاقات الاخوة بين البلدين”، مشيرا الى أن الجزائر “لديها خبرة ولدينا الكثير لنتعلم منها”.

افريقيا مطولا عند ظاهرة الاستعمار التي عانت منها سابقا العديد من الدول الافريقية, مذكرا ان الجزائر وجنوب افريقيا كلاهما عانى من ويلات الاستعمار ومن اضطهاده ومصادرة الأراضي وكلاهما يملك رصيدا من النضال ضد الاستعمار, كما أن البلدين –مثلما قال– “يتشابهان في التحديات التي واجهاها في الماضي”, مجددا “شكر بلاده العميق للجزائر نظير وقوفها الى جانب بلاده في مكافحة نظام التمييز العنصري”.

كما أشاد في نفس الإطار بوفاء الجزائر لوعدها في دعم تحرر شعوب افريقيا من خلال دورها في تكوين “مناضلي الحرية” في جنوب افريقيا، مذكرا أن المؤتمر الوطني الافريقي “أصبح أول حركة تحررية تنشئ مكتبها الدولي في الجزائر العاصمة”.

وأضاف أن شعب جنوب افريقيا “أصبح اليوم حرا وأن الجزائر ساهمت في حريته”، مشيرا الى أن الجزائر كانت “أول بلد زاره الزعيم الراحل نيلسون مانديلا غداة إطلاق سراحه”, حيث صرح قائلا أن الجزائر هي التي “صنعت مني رجلا”.

ولفت الى أن علاقات الجزائر وجنوب افريقيا “لن تنكسر أبدا لأن تاريخهما عميق قوي ولديهما مستقبل زاهر”.

كما ذكر ان البلدين “يطمحان لتقوية علاقات التجارة والاستثمار بينهما”، مشيرا الى ان انعقاد الدورة السابعة للجنة الثنائية العليا للتعاون بين البلدين ومنتدى رجال الأعمال “أمر مشجع وسيتم استغلاله لتطوير علاقات التعاون في مجالات الهيدروجين الاخضر والطاقات المتجددة والطيران والبنى التحتية”.

وشدد أيضا على ضرورة “استغلال الدول الافريقية لمواردها الطبيعية وعدم ترك مجال استغلالها للقوى الاستعمارية” وذلك بهدف “تمكين المؤسسات الافريقية من التطور والازدهار وخلق فرص عمل جديدة”.

وأكد بذات المناسبة أن الجزائر وبلاده “لديهما قيم ونضال ونظرة مشتركة في الاتحاد الافريقي وبناء القارة الافريقية كما حلم بها الأجداد, وهما عازمتان على مواصلة احترام القيم الديمقراطية”, مستشهدا بالانتخابات التي جرت مؤخرا في بلاده والرئاسيات التي نظمت في الجزائر في 7 سبتمبر الفارط, والتي تؤكد –كما قال– “التزام البلدين بقيم الديمقراطية واحترام اختيار الشعب”.

وأكد أن بلاده “التزمت خلال ترؤسها مجموعة ال20 بالعمل على تطوير افريقيا ونريد من الجزائر ودول افريقيا الانضمام إليها وأطلب من الرئيس عبد المجيد تبون المشاركة في قمة مجموعة ال20 المقررة سنة 2025 لنواصل العمل معا”.

العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “

 

Translate »