حكومة جمهورية كوريا تتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتمكين النساء النازحات والعائدات الى محافظة الجنوب في لبنان
اللبنانية للأخبار ( لبنان -بيروت ) أقامت حكومة جمهورية كوريا، من خلال وزارة الأسرة والمساواة بين الجنسين (MOGEF)، شراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتلبية الاحتياجات الملحة للنازحات والعائدات إلى جنوب لبنان في أعقاب الأعمال العدائية التي استمرت عاماً كاملاً بين إسرائيل وحزب الله. يهدف هذا المشروع الذي يستمر لمدة عام كامل إلى توفير خدمات شاملة لكسب العيش والحماية دعماً للنساء وأسرهن في إعادة بناء حياتهن.
لقد تسبب الصراع الذي اندلع في تشرين الأول/أكتوبر 2023 بدمار شديد في جنوب لبنان، مما أدى إلى نزوح عدد لا يحصى من العائلات. وقد تضررت آلاف المنازل أو دُمرت كلياً، مما أجبر الناس على البحث عن ملجأ آمن في مراكز الإيواء، أو لدى عائلات مضيفة. ومع وقف إطلاق النار مؤخراً في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بدأت العائلات عمليةً شاقة للعودة إلى منازلها، في ظل الصعوبات الاقتصادية والصدمات النفسية والاضطرابات المجتمعية.
وبالإضافة إلى تدمير المنازل والبنية التحتية، فقد دُمرت سبل العيش الزراعية في جنوب لبنان. وأدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير واسع النطاق للأراضي الصالحة للزراعة ونظم الري، وقد نتج عنه هجر للأراضي الزراعية وفقدان الماشية وتلوث التربة. وقد ضاعفت الأضرار من المصاعب الاقتصادية التي يواجهها العائدون والعائدات، ولا سيما المزارعون والمزارعات منهم.
بميزانية إجمالية تبلغ 600 ألف دولار أمريكي، ستركز هذه المبادرة على قضاء صور، وهي منطقة تضم واحدة من أعلى تجمعات النازحين والنازحات داخلياً والعائدين على حد سواء، وذلك بالتعاون مع شركاء محليين مثل وحدة الحد من مخاطر الكوارث واتحاد بلديات صور. وسيوفر المشروع:
• فرص المال مقابل العمل: توفير فرص عمل مؤقتة لـ 150 امرأة عائدة ونازحة في مجال الزراعة والأمن الغذائي من خلال التحويلات النقدية.
• الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي (MHPSS) والعنف القائم على النوع الاجتماعي (GBV): تقديم الخدمات لمئتي إمرأة ممن يحتجن الى الدعم في مجالي الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، لتعزيز صحتهن النفسية والاجتماعية في مواجهة الضغط النفسي الناجم عن الصراع، ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال تعزيز المعايير الاجتماعية الإيجابية.
• التدريب على بناء السلام والقيادة: تمكين النساء كوسيطات وقياديات داخل المجتمع لتعزيز التماسك الاجتماعي ومنع نشوب النزاعات، لا سيما بين الأجيال المتعددة داخل الأسرة.
• البحث والتدريب في مجال تأثير الحرب على الأراضي الزراعية: تدريب المزارعات والمزارعين على كيفية اعادة تأهيل البيئة المتضررة من الحرب وتعزيز الزراعة المستدامة بناءً على مسح لآثار الحرب على الأراضي الزراعية، بما في ذلك المحاصيل والأشجار.
يستفيد من هذا المشروع المدعوم من وزارة الأسرة والمساواة بين الجنسين في كوريا أكثر من 300 امرأة بشكل مباشر، وسوف يؤثر بشكل غير مباشر على أكثر من ألف فرد من أفراد المجتمع المحلي، حيث أنه يلبي الاحتياجات الملحة، ويرسي في الوقت عينه أسس السلام والتنمية المستدامة في جنوب لبنان.
صرح كيم كينام، مساعد الوزير لشؤون التخطيط والتنسيق في وزارة الأسرة والمساواة بين الجنسين في جمهورية كوريا قائلاً: «في حالات الصراع، تكون النساء أكثر عرضة للخطر. ومع ذلك، فهن لسن مجرد ضحايا، بل هنّ عناصر فاعلة رئيسية يمكنهنّ إثبات قدرتهن على القيادة في عملية إعادة البناء والتعافي. ونحن نتوقع أن توفر هذه المبادرة الدعم الأساسي للنساء وتساعدهن على القيام بأدوار قيادية في بناء السلام والاستدامة في مجتمعاتهن. ولن تدّخر وزارة الأسرة والمساواة بين الجنسين في جمهورية كوريا أي جهد لضمان قيام نساء جنوب لبنان والمجتمعات التي تنتمي إليها ببناء مستقبل أفضل.»
وقد أعربت جيلان المسيري، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان عن امتنانها لهذه الشراكة قائلةً : «ترحب هيئة الأمم المتحدة للمرأة بهذه الشراكة مع وزارة الأسرة والمساواة بين الجنسين في جمهورية كوريا والتي جاءت في الوقت المناسب لدعم التعافي والصمود المستجيبين للنوع الاجتماعي في صور، في أعقاب وقف إطلاق النار مؤخراً بين إسرائيل ولبنان. فمن خلال تعزيز قدرة النساء على الصمود عبر توفير فرص عمل مؤقتة وتحويلات مالية وتدريب مخصص، فضلاً عن تعزيز أدوارهن القيادية داخل مجتمعاتهن المحلية، تساهم هذه الشراكة في تحقيق السلام المستدام والمساواة بين الجنسين».
يتجلى التزام جمهورية كوريا بدعم تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن (WPS) في لبنان من خلال هذه الشراكة، وكذلك من خلال المشاركة الفعالة لقوات حفظ السلام الكورية (ROKBATT) المنتشرة مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في القطاع الغربي.
تستفيد هذه الشراكة من الخبرة الواسعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في تعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة ودعم المرأة والسلام والأمن في لبنان. في عام 2024، دعمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة العديد من المبادرات التي تقودها النساء، مما عزز مساهماتهن في جهود التعافي وبناء السلام في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في صور. ومن الأمثلة البارزة على ذلك مشروع ”بذور صور”، الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وحدة الحد من مخاطر الكوارث في اتحاد بلديات صور والدكتورة عناية عز الدين، عضو مجلس النواب اللبناني عن صور، ورئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية والمنسقة الوطنية للتحول في النظام الغذائي، والذي يدعم النساء النازحات من القرى الواقعة على طول الخط الأزرق من خلال تدريبهن على الممارسات الزراعية البيئية المستدامة وتصنيع الأغذية لتعزيز سبل عيشهن وقدرتهن على الصمود. من خلال التعليم العملي وفرص الحصول على المال مقابل العمل والدعم النفسي الاجتماعي تعمل هذه المبادرة على تمكين النساء من اكتساب المهارات، والحصول على الطعام المغذي، وتكوين علاقات اجتماعية، والاستعداد للعودة إلى مجتمعاتهن.
العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “