لقاء مع سفير الإنسانية والقيادة: سعادة الدكتور عبدالله بن ناصر البصيري.

العرب نيوز (الجزائر ):د.دحمان الحدي.- في صباح يومٍ مشرقٍ بالكرم والأصالة، كان لنا (د.مكي محمد السعيد ،د.دحمان الحدي،السيد طليبي عبد الحي )شرف اللقاء بسعادة السفير الدكتور عبدالله بن ناصر البصيري في مكتبه، حيث بدأ اللقاء بما اعتدنا من قيم العرب الأصيلة: الترحاب الذي يلامس الروح. لم ينتظرنا خلف مكتبه، بل استقبلنا عند عتبة الباب بابتسامةٍ دافئةٍ وترحيبٍ أخجلنا بلطفه وتواضعه، وكأنه يقول لنا: “أنتم هنا بين أهلٍ وأحباب”.

قبل أن نغوص في حديث العمل، قدم لنا فنجان القهوة العربية كأنما يخطّ برائحتها الزكية أولى سطور الحكاية؛ حكاية عربٍ تمسكوا بتقاليد الأجداد كجواز سفرٍ إلى قلوب الضيوف. هنا، أيقنا أننا أمام شخصيةٍ تحمل في ثناياها عبق التاريخ وحداثة الفكر
مع أولى جلسات النقاش، اخترقت كلماته حواجز الرسمية لِتُلامس شغاف القلب. يتحدث عن الوطن بلهفة الطفل الذي يرى في تراب أرضه سرَّ الخلود، وعن ولائه لقيادته (جلالة الملك وولي عهده) بلسان ابنٍ بارٍّ يسير على الدرب الذي خطّته الحكمة. هنا، لا تجد إلا الوفاء للمبادئ والشغف بالخدمة، وكأنه يُذكّرنا أن القيادة الحقيقية تُبنى بالأخلاق قبل المناصب.

ليس السفير البصيري دبلوماسياً فحسب، بل هو أديبٌ يُحلّق بقلمه فوق صفحات الجرائد الجزائرية والعربية، ينثر مقالاته كندىً يُحيي أفكار الاعتدال ويجفف غلو التطرف. قلمه ليس حبراً على ورق، بل رسالةٌ تدعو إلى الوسطيةوحوار الحضارات، كأنه جسرٌ بين الشرق والغرب.

ما جعل لقاءنا معه استثنائياً هو فلسفته التي حوّلت الدبلوماسية من نصوصٍ جامدة إلى خطواتٍ نابضة. فهو لا يكتفي بقراءة التقارير، بل ينزل إلى الميدان، يسمع بنفسه هموم الناس، ويُلبّي نداء المحتاجين بلا تردد. بفعله هذا، يرسخ مفهوماً جديداً للسفير الإنسان، الذي يرى في كل معاناةٍ فرداً يستحق الوقوف إلى جانبه.
غادرنا مكتب سعادته ونحن نحمل في قلوبنا دروساً لا تُنسى:
– أن التواضع تاجٌ لا يضعه إلا عظماء القلوب.
– أن حب الوطن إيمانٌ يُترجم أفعالاً لا أقوالاً.
– أن الدبلوماسية الناجحة تبدأ باحتساء فنجان قهوةٍ مع الناس، لا بانتظارهم خلف طاولاتٍ باردة.

سعادة السفير عبدالله البصيري ليس مجرد دبلوماسي، بل هو مدرسةٌ في القيادة والإنسانية، يُذكّرنا أن الزعامة الحقيقية تُقاس بمدى اقترابك من البشر، لا بمدى ارتفاعك عنهم.

العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “