السفير السعودي د. البصيري يلقي محاضرة نوعية في المدرسة العليا الحربية الجزائرية حول آفاق التعاون الاستراتيجي .

العرب نيوز(الجزائر ):د.دحمان الحدي. – في خطوة تُعزّز الحوار الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الجزائر، ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين د. عبدالله بن ناصر البصيري محاضرة بعنوان **”العلاقات السعودية – الجزائرية: الواقع والآفاق”**، بدعوة كريمة من قيادة المدرسة العليا الحربية الجزائرية. الحدث الذي شهد حضورًا لافتًا للقيادات العسكرية وطلاب المدرسة، سلّط الضوء على مسارات التعاون التاريخي بين البلدين، ورسم ملامح شراكة مستقبلية في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
استهلّ اللقاء بكلمة ترحيبية من مدير المدرسة العليا الحربية، أشاد فيها بالدور السعودي الرائد في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، مشيرًا إلى أن اختيار السفير البصيري لإلقاء المحاضرة يأتي انطلاقًا من عمق العلاقات الثنائية وحرص الطرفين على توسيع آفاق التعاون.
من جانبه، استعرض السفير السعودي في محاضرته المحطات التاريخية للعلاقات بين البلدين، منذ اعتراف المملكة بالجزائر كدولة مستقلة عام 1962، مرورًا بالتعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد، وصولًا إلى التنسيق الأمني والعسكري الذي يشهده العقد الحالي. كما أشار إلى أن الزيارات المتبادلة بين القيادتين، ومنها زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للجزائر عام 2022، أسهمت في وضع أسس شراكة شاملة.
وتناول البصيري في محاضرته سُبل تعزيز التعاون العسكري والأمني، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب، والتدريب المشترك، وتبادل الخبرات التقنية، مؤكدًا أن رؤية السعودية 2030 تفتح آفاقًا جديدة للشراكة مع الجزائر في قطاعات الصناعة الدفاعية والذكاء الاصطناعي.
وقدحضر المحاضرة مرافقا لسعادة الدكتور السفير عبدالله بن ناصر البصيري الملحق العسكري السعودي بالجزائرالعميد الركن عبد الخالق بن إبراهيم الزهراني، إلى جانب عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية، كما تفاعل طلاب المدرسة العليا الحربية مع مضامين المحاضرة عبر مداخلات أبرزت رغبة الجانب الجزائري في الاستفادة من النموذج السعودي في التحول الاقتصادي وتوطين الصناعات العسكرية.
هذا وتُعتبر العلاقات السعودية – الجزائرية من أبرز التحالفات العربية التي تجسّدت في مواقف متطابقة تجاه القضايا المصيرية، كالقضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها. كما يشهد التعاون الاقتصادي بين البلدين تطورًا ملحوظًا، حيث تُعد السعودية من أكبر المستثمرين في السوق الجزائرية عبر مشاريع في قطاعات الطاقة والنقل.
واختتم السفير البصيري حديثه بالتأكيد على أن المملكة تُولي أهمية كبرى لتعزيز شراكتها مع الجزائر، ليس فقط كشريك إقليمي، بل كركن أساسي في تحقيق الأمن الجماعي العربي. من جهتهم، عبّر مسؤولون جزائريون عن تفاؤلهم بأن تُترجم هذه المحاضرة إلى مبادرات ملموسة، تُضاف إلى سجل الإنجازات المشتركة بين البلدين الشقيقين.
هذا الحدث الثقافي – العسكري يُمثّل خطوة جديدة في مسيرة التعاون، تُذكّر بالأواصر المتجذرة بين الشعبين، وتُعيد إحياء الذاكرة المشتركة في ظل عالم متغيّر يفرض تحالفات نوعية تحمي المصالح العليا للأمة.
#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “


