يوم التأسيس السعودي: مسيرة ثلاثة قرون من العزّ والبِناء نحو آفاق المستقبل.

العرب نيوز(الجزائر):د.حمان الحدي.- في مشاهدَ تَسرُّ الناظرين وتُجسِّد روح الاعتزاز، تَزهو المملكة العربية السعودية باحتفالاتها بيوم التأسيس، الذكرى التي تُحيي إرثًا عريقًا وتُضيء مسيرةً وطنية حافلة بالإنجازات. فمن ذاكرة التاريخ، حيثُ تأسست الدرعية عاصمةً للدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون، إلى عصر الريادة العالمية، تظل السعودية رمزًا للوحدة والتطور، تُحيي ماضيها لتبني مستقبلها بثقةٍ واقتدار.

ففي عام 1727م، وضع الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- حجر الأساس لدولةٍ رسَّخت قيم العدل والوحدة، فكانت الدرعية نواةً لحضارة امتدت عبر الزمن. بجهود قادةٍ وَرَثوا القيادة بحكمة، سُطِّرت ملحمة توحيد شبه الجزيرة العربية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه-، الذي وحَّد الصفوف تحت راية “لا إله إلا الله”، مُرسيًا دعائم الدولة الثالثة التي أصبحت نموذجًا للاستقرار والتقدم.

ولم تكن السعودية يوماً مجرد حدود جغرافية، بل إرثٌ ثقافي واقتصادي وسياسي يُحفَظ في سجل الأمم. فمن اكتشاف النفط إلى تبني رؤية 2030، خطت المملكة خطواتٍ جبارة في الصناعة والتقنية والتعليم والاستدامة، حتى غدت محطَّ أنظار العالم. وتُكرِّس المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله في عمره-، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، جهودها لبناء اقتصادٍ متنوع، وتعزيز مكانتها كصانعة سلامٍ دولي وسَطَوةٍ دبلوماسية فاعلة.

وبمبادراتٍ استثنائية، تحوّلت الرؤية الطموحة إلى واقعٍ ملموس: مدن ذكية، استثمارات ضخمة في الطاقة النظيفة، وفتح آفاق السياحة العالمية، ودعم الابتكار. فها هي السعودية تحتضن أضخم المشاريع كـ “نيوم” و”البحر الأحمر”، وتُصدِّر ثقافة الحوار عبر منتديات دولية، وتُثبت أن الإرادة تصنع المعجزات.

في يوم التأسيس، يُرفع التاج للأشقاء السعوديين، شعبًا وقيادةً، الذين حوّلوا التحديات إلى فرص، والمُثل إلى واقع. فالشكر موصولٌ لرجال الوطن الذين حفظوا الأمن، وللنساء اللاتي نهلن من العلم وساهمن في البناء، وللشباب الذين يحملون شعلة المستقبل.
وكما ارتسمت صورة السعودية عبر التاريخ بأحرف من نور، تبقى مسيرتها نحو القمة نبراسًا للأجيال. فكل عام والشعب السعودي بخير، ودامت المملكة قلعةً للعروبة والإسلام، وحاضنةً لأسرار التقدم. إلى الأمام دائمًا، تحت ظل قيادةٍ لا تعرف إلا العلياء.

#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “