|
الجمعة، الموافق ٢٥ أبريل ٢٠٢٥ ميلاديا

مأدبة إفطار دبلوماسية: سفير خادم الحرمين ينسج خيوط الأخوة بين الرياض والجزائر.

العرب نيوز (الجزائر): د.دحمان الحدي.- تحت سقف الدبلوماسية الوارف، حيث تتعانق الكلمات مع الأفعال، أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر، الدكتور عبدالله بن ناصر البصيري، مأدبة إفطارٍ جمعت نخبةً من أصحاب المعالي الوزراء، وكبار المسؤولين، وعلماء الأكاديميا، وسفراء الإعلام، في لوحةٍ إنسانيةٍ تجسّد روح الشهر الكريم وتُذكِّر بأن الدبلوماسية ليست سياسةً فحسب، بل هي قلوبٌ تلتقي قبل الأقلام.

أضاءت قاعةُ الحفل بأنوارِ الكرم العربي الأصيل، حيث امتزج عبقُ التاريخ السعودي الجزائري بروائح المائدة الفاخرة، التي لم تكن مجرد أطباقٍ شهية، بل رسالةً مُفعمةً بالودّ. افتتح السفير البصيري الحفلَ بكلمةٍ حملت نبضَ القلبين السعودي والجزائري، معبراً عن امتنانه للحضور الذي “اجتاز حدود الجغرافيا”، كما قال، ليُرسي حجراً جديداً في صرح العلاقات الثنائية.

بتواضع العالم ودفء الأخ، رحّب الدكتور البصيري بالضيوف قائلاً:
“حينما تُشرق وجوهُ الإخوة تحت سقفٍ واحد، ندرك أن الأخوّةَ بحرٌ لا يُقاس بعمقٍ ولا مساحة. حضوركم اليوم ليس مجرد تلبية لدعوة، بل هو إشعالٌ لشمعةِ التضامن في ليل التحديات”. وأضاف بسردٍ مليء بالصور البلاغية: “الجزائر ليست مجرد جارٍ على الخريطة، بل هي الجذورُ التي تمدّنا بالقوة، والغصنُ الذي نُعلّق عليه آمالَ المستقبل”.

لم تكن المأدبة لقاءً عابراً، بل ملتقىً ثقافياً جمع بين أصواتٍ سياسيةٍ رفيعة، وأقلامٍ إعلاميةٍ مؤثرة، وعقولٍ أكاديميةٍ مُبدعة، كأنما السفير البصيري رسم بخيطٍ ذهبيٍ لوحةً تجسّد “دبلوماسية الإنسان” قبل دبلوماسية الدولة. تحدث أحد الوزراء الجزائريين عن اللقاء قائلاً: “هنا، تحت سماء الجزائر، نلمس أن المملكةَ تحمل لنا مرآةً تعكس ماضينا المشترك، وتُنير درب مستقبلنا”.
مع انتهاء الأمسية، بدا وكأن الزمنَ توقف ليُسجّل في سفر الذاكرة المشتركة صفحةً جديدة. فالدبلوماسيةُ – كما أثبتت هذه المأدبة – ليست مفاوضاتٍ في قاعاتٍ مغلقة، بل هي أيضاً لقاءاتٌ تُزرع في تربتها بذورُ الثقة، وتسقى بكأسِ الكرم، لتنمو شجرةُ التعاون التي ظلّت جذورها ممتدةً منذ عقود.

وهكذا، تتحول الدبلوماسية من حبرٍ على ورقٍ إلى نبضٍ في القلب، ومن بروتوكولٍ جافٍ إلى ابتسامةٍ تذوب فيها الحدود. فتحيةً للسفير البصيري الذي حوّل مأدبةَ إفطارٍ إلى قصيدةٍ تُغنّيها الرياض والجزائر معاً.

#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “
Translate »