|
الثلاثاء، الموافق ١٣ مايو ٢٠٢٥ ميلاديا

وزير الشؤون الإسلامية يرعى حفل تخريج الدفعة الأولى لبرنامج زمالة الوسطية والاعتدال في جامعة الملك عبدالعزيز.

العرب نيوز (جدة – المملكة العربية السعودية ):د.دحمان الحدي.-في حدث يُجسد رؤية المملكة الرائدة في ترسيخ قيم الوسطية والتعايش، شهدت جامعة الملك عبدالعزيز حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج **زمالة الوسطية والاعتدال** برعاية معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ. فقد توافرت في هذه المناسبة روح العزم والإصرار على تعزيز رسالة السلام والمحبة، في خطوة تضيف بعدًا حضاريًا وثقافيًا لدور المملكة في بناء جسور التواصل بين الشعوب.

تم إحياء الحفل في قاعة الشيخ صالح كامل -رحمه الله- بمعهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، حيث بُدأ الاحتفال بالسلام الملكي وسط حضور مشرف للشخصيات الكريمة. وتألق معالي الوزير بمشاركته المتميزة مع سعادة رئيس الجامعة الدكتور طريف بن يوسف الأعمى، والأمين العام لوقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه، فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي، إلى جانب وفود مسؤولة من عدد من المختصين والمسؤولين الذين أضافوا لهذا اللقاء رونقًا خاصًا بتبادل الخبرات والرؤى.

وفي كلمته المؤثرة، أوضح معالي الوزير أن برنامج زمالة الوسطية والاعتدال ليس مجرد مبادرة تدريبية، بل هو تجسيد حي لرؤية المملكة في نشر قيم التعايش السلمي، ودعم ثقافة الحوار البناء والمحبة بين الأمم. وأكد بأن هذا البرنامج يأتي في إطار مساعي الوزارة الدؤوبة لتقديم برامج مبتكرة أثرت إيجابياً على حياة الملايين حول العالم، مما يُبرز حرص القيادة الرشيدة على الاستثمار في القيم الإنسانية السامية.

كما لاحظ معالي الوزير بفخرٍ أن هذا اللقاء أقيم في جامعة تحمل اسم باني الدولة العظيمة، الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، مما يضع على عاتق الجميع مسؤولية كبيرة في مواصلة مسيرة البناء والعطاء في ضوء رسالة المؤسس الذي وحد الأمة. وأردف بأن الدفعة الخريجة، المكونة من نخبة من أربعين دولة، صُنعت لتكون سفراء يُشعلون مشعل الوسطية والاعتدال عند عودتهم لمجتمعاتهم، حاملين معهم رؤى علمية متطورة وخبرات عملية متميزة.

وأثنى معالي الوزير على الشراكة الحقيقية التي تجمع الوزارة مع القطاع غير الربحي والمؤسسات الأكاديمية، وعلى رأسها وقف خادم الحرمين الشريفين – الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه -، وجامعة الملك عبدالعزيز ذاتها. وقد أحدث هذا التعاون صدى واسعًا في دعم المبادرات النوعية التي ترتقي بمستوى الفكر والقيادة في مجالات الاعتدال والوسطية، مما يستحق أسمى الثناء والتقدير.

من جانب آخر، أفاد رئيس جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور طريف بن يوسف الأعمى بأن البرنامج استقطب 61 متدربًا من 40 دولة، حيث تمكن 55 مشاركًا من اجتياز كافة المتطلبات العلمية الدقيقة والتخرج بتفوق. ومن بين الخريجين، تميز خمسة منهم بمنح خاصة من معالي الوزير، تقديرًا لإسهاماتهم في نشر رسالة الوسطية على نطاق عالمي. وقد شمل البرنامج التدريبي 170 ساعة من المحتوى الشامل، موزعة على ست حزم تعليمية متكاملة أُعدّت بأحدث الأساليب التعليمية، محققة نسبة رضا بلغت 92%، مما يعكس فعالية المناهج وكفاءة التنفيذ.

كما تمتاز فعاليات البرنامج بإنجاز 55 مشروعًا تطبيقيًا مبتكرًا، حيث حظي مجال التعليم بأهمية بالغة بـ 24 مشروعًا (43.6%)، فيما جاء مجال المراكز والمساجد الإسلامية والوسطية بـ 9 مشاريع لكلٍ منهما (16.4%). وتلتها المشروعات الابتكارية بـ 6 مشاريع (10.9%)، ثم مشاريع الأمن الفكري بـ 4 مشاريع (7.3%) وأخيراً الذكاء الاصطناعي بـ 3 مشاريع (5.5%). وترى إدارة الجامعة في هذه الإنجازات دليلاً واضحًا على نجاح التعاون المؤسسي البنّاء بين الوقف العلمي ووزارة الشؤون الإسلامية، وأهمية دعم القدرات القيادية المستندة على قيم الوسطية.

وعبر الخريجون عن شكرهم العميق للمملكة وقيادتها الحكيمة لما وجدوه من رعاية واهتمام متواصلين طوال فترة البرنامج. وأكدوا حرصهم على نقل هذه الخبرات وتطبيقها في مجتمعاتهم لتكون منارة تُضيء درب الآخرين في طريق الاعتدال والسلام.

ولا يفوتنا التنويه بأن برنامج “زمالة الوسطية والاعتدال” يُعد من المبادرات النوعية التي تبرز الدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، بما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تعزيز التنمية الشاملة والقيم الإنسانية الحقيقية.

اختُتم الحفل بتكريم معالي الوزير، الذي أظهر من خلال حضوره وكلماته مدى اهتمامه العميق بتطوير الفكر الإسلامي ودعم برامج الوسطية. وشملت التكريمات خريجي البرنامج والطلاب المتميزين من الدفعة الأولى، بالإضافة إلى تقدير معالي رئيس الجامعة والأمين العام لوقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه على جهودهما الفذة في دعم البرنامج. كما كرمت الجامعة معالي الوزير بدرع الجامعة، تعبيرًا عن الامتنان لجهوده المخلصة، فيما التُقطت صور تذكارية سجلت هذا الحدث التاريخي المليء بالعطاء والإلهام.

هذه الفعالية المتميزة، التي جمعت الكفاءات والقادة والمفكرين، ليست سوى محطة في رحلة طويلة نحو تعزيز الحوار والتواصل الحضاري، لتبقى قيم الوسطية والاعتدال منارة يستضيء بها حاضرنا ومستقبلنا.

#عرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “

 

 

Translate »