زيارة تاريخية للسلطان هيثم بن طارق للجزائر .

العرب نيوز (الجزائر):د.دحمان الحدي – تبدأ اليوم الأحد زيارةٌ تاريخية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، إلى الجزائر، في خطوةٍ تُعزز مسيرةَ التعاون الوثيق بين البلدين، التي تجاوزت نصف قرن من الإنجازات المشتركة في مجالات متنوعة، بدءًا من الطاقة المتجددة وصولًا إلى السياحة والتبادل الثقافي. وتأتي الزيارة، الأولى من نوعها على المستوى الثنائي لسلطان عُماني إلى الجزائر، لترسم ملامح مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية، مدعومةً برؤى قيادتَي البلدين الطموحة.
لا تُختصر العلاقات العُمانية-الجزائرية في اتفاقيات ثنائية فحسب، بل هي امتداد لتوافقٍ في الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ودعمٌ متبادل لتعزيز الأمن والاستقرار العالميين. فخلال العقود الخمسة الماضية، شهدت العلاقات تطورًا متصاعدًا، تجلّى مؤخرًا في الزيارة الرسمية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مسقط في أكتوبر 2022، والتي أسفرت عن توقيع 8 مذكرات تفاهم شملت مجالات الاستثمار والتعليم والبيئة والتشغيل، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة صندوق استثماري مشترك.
يركز البلدان على تحويل العلاقات السياسية المتميزة إلى شراكات اقتصادية ملموسة. فبعد إعلان الصندوق الاستثماري العُماني-الجزائري، الذي يُتوقع أن يُدشّن مشاريع في الطاقة النظيفة والبتروكيماويات والزراعة الصحراوية، تشهد الساحة الاقتصادية تحركات مكثفة. ففي فبراير الماضي، زار وفدٌ عُماني رفيع الجزائر لدراسة الفرص الاستثمارية، بينما استكشف وفدٌ جزائري في أبريل الإمكانات اللوجستية في ميناء صلالة والمنطقة الحرة، ما يؤشر إلى سباقٍ نحو تنفيذ مشاريع مشتركة.
وبحسب السفير العُماني بالجزائر، سيف البداعي، فإن عدد الشركات ذات رأس المال الجزائري في عُمان قفز بنسبة 68.5% خلال عام واحد، ليصل إلى 423 شركة بنهاية 2023، فيما تُجرى مفاوضات متقدمة بين شركات البلدين في قطاعات التعدين والصيدلة والتكنولوجيا.
إلى جانب الاقتصاد، تحرص عُمان على تعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي مع الجزائر، انسجامًا مع “رؤية عُمان 2040″، التي تضع التنمية الشاملة في صدارة أولوياتها. ويؤكد السفير البداعي أن الثقافة والفنون والتراث ستكون محاور رئيسية في المرحلة المقبلة، كجسرٍ لتعزيز التفاهم بين الشعبين، ودعمًا للسياحة التي تُبرز التنوع الطبيعي والحضاري للبلدين.
تُختتم الزيارة السلطانية بتوقيع اتفاقيات جديدة، وإطلاق مشاريع تُترجم الرؤى المشتركة إلى واقع. فبحسب السفير العُماني، فإن “خارطة طريق واضحة” قيد التفاوض، مع تركيزٍ على قطاعات ذات أولوية، مثل النقل واللوجستيات، التي ستُحدث نقلة في التعاون الثنائي.
زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر ليست مجرد محطة دبلوماسية، بل هي تأكيدٌ على إرادة البلدين في صناعة مستقبلٍ مشترك، يعكس إرثًا من الثقة المتبادلة، ويمهد لتحالفاتٍ اقتصادية وثقافية تليق بعلاقةٍ أخوية تجاوزت اختبار الزمن.
#عرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “
