لأجل هذا بكيت اليوم….
العرب نيوز ( شعراء ) بقلم الشاعر أنور مغنية – لأجل هذا بكيت اليوم….
هل جرَّبتَ أن تخذلَ أحَدَهم….
حتَّى لا تخذله أكثر….؟
هل جرَّبتَ أن تُحزِنَ أحدهم
حتَّى لا يحزَنَ أكثر….؟
هل جرَّبتَ أن تخدِشَ أحدهم
حتى لا ينجرِحَ أكثر….؟
هل جرَّبت أن تتركَ أحدهم
حتَّى لا يَتَعثَّرَ أكثر…..؟
هل جرَّبتَ أن تَلطُمَ أحدهم
حتَّى يستيقظَ …. حتَّى يرى…؟
أنا جرَّبت….
ولكني فقدتُ كثيراً منهم …
أهونهم بُعداً…. يردُّ عليَّ السلام….
لم أعتد الطبطبةَ في موضعٍ يستلزمُ نكزة….
يستيقظُ فيها النائمُ…وينهضُ فيها الكسلانُ
وينتبهُ الغافلُ…..
ما أقساكَ يا رجُل…!!!!
أعلمُ أنِّي كذلك…
أنا لم أولد على سريرٍ لَيِّن….
وُلِدتُ على الصَّخرِ….
وسمعتُ منَ الكلام الثقيل
ما لو أنَّ سفينةً حملتهُ لغاصَت….
أنا لم أتَعَلَّمَ القسوة….
تَعَلَّمتُ متى أقسو….
أتعرفُ يا صديقي…!!!
عندما تكون صلبا جداً..
ثُمَّ تكسركَ قطرة ماء..
تَشُقُّكَ بتلةٌ صغيرة….
يَنخرُكَ نبعُ ماءٍ ضعيف…
هكذا تُصبِحُ في لحظةٍ ما….
تُبكيكَ كلمة….تحرِقُكَ دمعة…
تكسِرُكَ دعوَة وتخنِقُكَ نظرة…
تنفخُ عضلات صلابتك أمام الناس
وتنطوي على ساقيك النحيلتين في الليل
أنتَ رجلٌ …..
أجل رجل…
تعَلَّمَ أن يَتَوقَّفَ حين يلينُ قلبه…
ولأجلِ هذا بكيتُ اليوم…..