|
الإثنين، الموافق ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٤ ميلاديا

ما زلتُ آدم ولا زلتِ حوَّاء..

العرب نيوز ( شعرا العرب ) بقلم أنور مغنية – ما زلتُ آدم ولا زلتِ حوَّاء..
يأتيني من عتمةِ ليلي…
نجمتان شريدتان كانتا عينيكِ
تضيئانِ ما بين الهدب والهدبِ
والقلب ينام و يغفو على يديكِ…

فانا عاشقٌ….
وآلامي علَّمَتني…
أن أخاف من العشقِ فيكِ…
آلامي علَّمَتني….
أن بحرَكِ عاصفٌ…
وأنَّ الأنواءَ تسكنُ شفتيكِ….

عيناك حدَّثتني …
أنَّ البحرَ مخيفٌ…
وأنَّ الموتَ على رملهِ
يشبهُ ضوء النهار…
وأنَّكِ صاحبةُ الموجِ
وأنَّكِ من يُقَرِّرُ مواقيتَ الإعصار….
تعالي من فرحِ الأطفالِ..
تعالي من عبقِ الأزهار…

تعالي أُحِبُّكِ….هل سمعتي سيدتي..؟
كم يسعدُني أن أُحِبَّكِ….
كم أودُّ على صدرك
أن اشقى وأن أنهار….
تعالي أكتبك شعراً…
نظماً على كلِّ البحار…

تعالي واشربي قهوتي…
إنَّ فناجيني تناديكِ…
من شوقي إليكِ …
وشغف الفناجين بشفتيكِ
إنِّي من فناجيني أغار…

تعالي اتنَفَسكِ… وقولي سيدتي…
الا تُعجِبكِ قهوتي ؟!!
وهل لا زلتِ كعادتكِ
تحملين في شَعرِكِ..
ظُلمَ البرابرة وفحش التتار ..؟

فكيف لا أُحِبكِ سيدتي؟
وانا الشقيُّ الحزينُ ..
الذي لا يقوَ على النطقِ
هجرني الكلام مُذ كُنَّا صِغار….

كيف اناديك حبيبتي ..؟
من أين لي بالمفردات..
وأين تسكنُ الكلمات..؟
كلُّ ما في الطبيعةِ غادَرَني…
حتَّى المطر….حتَّى العشبُ..
وحتَّى الأشجار….

تعالي أنظرُ للعالمِ بعينيكِ
لَعلِّي أرى السماء….
تعالي ….أصنعُ منكِ فضائي…
دعيني أسرق لعتمةِ أيامي
من جبينكِ ضياء…
تعالي كوني كلَّ الدُّنيا…
تعالي إنِّي أُحِبّكِ…
تَشَكَّلي غيماً…كوني مطراً..
كوني بستاني…كوني كلَّ الثمار…

كوني أغنيتي …وكوني لحني..
فيكِ تجتمعُ كلُّ النساء..
تعالي واختصري تاريخي
وأعيديه ما بينك وبيني..
إن كنتِ نسيتي التكوين..
او نسيتي التاريخ..
فانا ما زلتُ آدمَ
وانت لا زلتِ حوَّاء….