|
الخميس، الموافق ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤ ميلاديا

مخبر فلسفة وعلوم تنمية بالجزائر ينظم ندوةعلمية حول النشاط الاحصائي

العرب نيوز ( وهران – الجزائر ) بقلم آمال إيزة – أكد أول أمس أساتذة وباحثين وطلبة دكتوراه بمختلف التخصصات بكلية العلوم الاجتماعية منها علم الاجتماع و الديموغرافيا و الفلسفة على ضرورة الاهتمام أكثر بعلم الاحصاء وتطوير طرق التكوين و التدريس بالجامعة أي تكييف برنامج التكوين بمختلف مقاييسه حتى يتماشى مع التطورات التي يعرفها النشاط الإحصائي هذا إلى جانب العمل على نشر الثقافة الإحصائية أو ما يعرف بالوعي الإحصائي وتحديد معالم الرؤية الاستشرافية للنشاط الإحصائي والشروع في ضبط مشروع رؤية وطنية شاملة تُحدد الخطوط العريضة إلى الجانب العمل على تطوير النشاط الإحصائي و رقمنته , فضلا على نشر الوعي بأهمية الإحصائيات في عملية التخطيط و تحقيق الرفاه الاجتماعي عند الأفراد سواء كانوا منتجين ،مستثمرين، مستخدمين أو مبحوثين, كانت هذه أهم التوصيات التي نتجت عن الندوة العلمية الموسومة : ” النشاط الإحصائي: أي رؤية إستشرافية ” التي نظمها مخبر فلسفة, علوم وتنمية بالجزائر التابع لجامعة وهران 2 وأشرفت عليها فرقة رقمنة الإحصائيات : التنمية و المُجتمع التابعة للمخبر.
حيث إفتتحت الجلسة مديرة المخبر الأستاذة محمدي رياحي رشيدة ثم قدمت المداخلة الأولى الدكتورة و الأستاذة بن عبد الله فتيحة كانت مداخلتها حول نشأة وتطور علم الإحصاء من الحساب السياسي , علم السكان و علم الأوبئة إلى العلوم الإنسانية و الاجتماعية حيث عرّجت على أهم المراحل التي مر بها هذا العلم ومدى أهمية المجال الصحي و السكاني في تطوير علم الإحصاء وقد ساهم المنهج الكمي الإحصائي في إكتشاف وجود ظواهر و قوانين طبيعية تُسيرها و التي كانت نقطة إنطلاق لتطويرالمناهج التي سمحت بنشأة العلوم الإجتماعية و الإنسانية.
وقد سمح علم الاحصاء من خلال وصفه الدقيق لمختلف الظواهر في فهمها بصفة أدق بإبرازه للعوامل الأساسية المؤثرة فيها و التحقق من الفرضيات وهذا ما يُعرف بالمنهج الكيفي.
كما تلتها مُداخلة الباحثة و الأستاذة مهنان غريب فاطمة التي تطرقت إلى بعض المشاكل المتعلقة بإنتاج المادة الإحصائية و إستخدامها من حيث المفاهيم الإجرائية المعتمدة من طرف المؤسسات الإحصائية و ذكرت بعض الأمثلة الحية عن تجربتها بالميدان و الصعوبات التي واجهتها كباحثة في الحصول على بعض الاحصائيات من طرف الهيئات الرسمية المتعلقة ببعض الأمراض المنتشرة بولاية وهران حسب مختلف المناطق الجغرافية ما أجبرها الى النزول الى الميدان , كما قدمت الباحثة بكلية العلوم الاجتماعية جامعة وهران 2 و طالبة الدكتوراه آمال إيزة مداخلة حملت عنوان :” دور الإعلام في نشر الوعي بأهمية الإحصائيات ” تناولت فيها بعض المفاهيم و النقاط المهمة بالأخص ما يتعلق بالوعي الإحصائي الذي تتطلب عملية بنائه أن نكون على اتصال دائم و مباشر بمحيطنا وما يجري حولنا وهو ما يشكل الخطوة الأولى نحو الوعي وهي ” المعرفة ” كوننا نتحدث عن حالة من الإدراك والشعور بأهمية الإحصاء وما ينتج عنه من سلوك اتجاه البيانات والمعلومات والمؤشرات التي تصدرها الأجهزة الإحصائية المختصة فمثلا بالجزائر لدينا (الديوان الوطني للاحصائيات) وتطرقت في مداخلتها إلى إشكالية الرقم في الثقافة الإسلامية مستدلة ببعض الآيات القرآنية وأهمية الإحصاء في رسم الخطط المستقبلية وفي ضبط السياسات والمخططات التنموية التي نصنعها اليوم (بالحاضر ), كما أعابت ذات المتحدثة طريقة التعامل مع الاحصائيات و الأرقام بالأخص بالجرائد و المؤسسات الاعلامية التي لا تتحقق من جودة ومصداقية هذه الإحصائيات المغلوطة التي تبنى على أسس غير مُمنهجة لأغراض معينة ومدى أهمية الملاحظة وكسب ثقة المبحوثين إلى جانب ضرورة الحصول على معلومات دقيقة وأرقام أو قاعدة بيانات إحصائية تتسم بالمصداقية وهذا ما نفتقده بمعظم الدول العربية و بالأخص بالجزائر وختمت كلامها بضرورة التعجيل بالقيام بالتعداد السادس الذي كان من المزمع إجراءه سنة 2018 لذلك تبقى الاحصائيات المتعلقة بالسكان بالجزائر تقديرية وغير دقيقة و لا يمكن على أساسها بناء مخططات وتنبؤات إستشرافية .
هذا وقد ختمت الندوة العلمية التي أثارت العديد من التساؤلات وفتحت باب النقاش نظرا لأهمية الموضوع وحساسيته الاستاذة و الدكتورة شنافي فوزية بمداخلة حول
النشاط الإحصائي في الجزائر: أي رؤية استشرافية, مشيرة في حديثها معنا أن هذا اللقاء الأكاديمي يهدف إلى التعريف بتطور علم الإحصاء و بواقع النظام و النشاط الإحصائي الجزائري من حيث إنتاج و نشر البيانات الإحصائية و إمكانية الحصول على معطيات و مؤشرات تفصيلية ( حسب البلديات، الولايات، المناطق الجهوية) لكون زاد الطلب عليها من طرف مستخدميها و من بينهم الباحثين الأكاديميين نذكر منها: الإحصاءات التربوية,الاحصاءات الديموغرافية,التكوين المهني و التشغيل, الإحصاءات الإقتصادية و المالية, إحصاءات الدخل و الإستهلاك, الإحصاءات الصحية والسياحية , أما فيما يخص الرؤية الإستشرافية للنشاط الإحصائي فتبقى مرتبطة بإرادة الدولة بوضع إستراتيجية مستقبلية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى حيث تحدد فيها الرؤية و الرسالة المراد تحقيقها و أيضا تقييم النظام الإحصائي و متابعة و تقييم الأهداف المُحققة.