اليمن.. حرب ممنهج، لمصالح خارجية
العرب نيوز ( رؤوس – أقلام ) بقلم الزميل هارون الواقدي بادئ ذي بدء.. كانت اليمن في صدارة البلدان العربية، التي شاركت في الربيع عربي، قادة الشباب المتطلع الى عدالة التوزيع للثروة والسلطة، كالقضاء على الفساد المتراكم منذُ ثلاثة عقود بنظام الرئيس علي عبدالله صالح، الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثين عاما، استخدم فيها النظام القبلي في الحكم، و خضعت اليمن القبلية التي تعتمد على شيخ القبيلة ونظام عشائري
الاف الشباب العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات والمعاهد الفنيه، خرجوا مطالبين بالقضاء على الفساد المتراكم وعزل الفاسدين من مرافق الدولة، مطالبين بنظام حكم ديمقراطي ينهي حكم الأعراف القبلية.
سلطة تقوم على احترام القانون والدستور والمواطنة الصالحة التي يتساوى فيها الفرد تحت حكم الدستور والقانون.
القوة المناهضة للثورة قامت بقمع ثورة 11/فبراير/2011 بقوة السلاح، قدّم الشباب الاف من الشهداء في سبيل التغير معتمدين على مبدأ (إنتزاع الحقوق).
كانت ثورة ناجحة لولا تدخل قوى عسكرية تحت اسم الانظمام لثورة الشباب، وستطاع الحزب الاسلامي(الإصلاح) اجهضوا ثورة الربيع العربي”ثورة الشباب”وقمعت، واخيراً استطاعت المملكة العربية السعودية التدخل في شأن اليمن، وأطلقت (المبادرة الخليجية) لإنهاء الأزمة.
احتواء ثورة الشباب وقد شاركت في التوقيع على المبادرة الخليجية غالبية النخب السياسية، وتم التوقيع على المبادرة الخليجية التي بموجبها استقالة الرئيس على عبدالله صالح تمكين نائبه عبدربه منصور هادي لحكم اليمن، كرئيس انتقالي، وخاض الاحزاب السياسية حواراً ادى صياغة وثيقة الحوار الوطني، التي وافقت على تقسيم اليمن، الى ستة أقاليم في دولة اتحادية.
نجح مؤتمر الحوار الوطني وصيغة وثيقة الحوار الوطني ودستور الدولة الاتحادية؛ إلانظام على عبدالله صالح كان يتربص انتقاماً من عزله عن السلطة، لدرجة انه أمر وحدات الجيش التابع له بالبقاء في البيوت، بالإضافة اتفاقه مع جماعة الحوثي بإقتحام المدن اليمنية والإسيلاء على المعسكرات بقوة السلاح.
دخلت جماعة الحوثي العاصمة صنعاء واعلنت ثورة “الإنقلاب على السلطة”؛ ومحاصرة الرئيس هادي الذي كان يفتقد الى قوة الحراسة الخاصة وعدم ائتمار الجيش له
كون الجيش لم يكن انتماءه للوطن، فإنما كان جيش عائلي ولاءه لأشخاص وللقبيله، مما أدى إلى قيام الرئيس هادي بإعادة هيكلة الجيش باعتباره جيش غير وطني يخضع لسلطة أفراد، ولم تكن له عقيدة عسكرية وطنية، تدافع عن الوحدة والجمهورية
علي عبدالله صالح” حصل على صيانة كرئيس النخب السياسية التي وقعت (المبادرة الخليجية)أعطت السعودية الوصاية على اليمن، وهذه هي أكبر غلطة وقعت من قبل الأحزاب السياسية في اليمن.
تم الاستفتاء الشعبي لصناديق الاقتراع على انتخاب الرئيس هادي؛ كرئيس مؤتمن وحصل على اصوات شرعية كبيرة، تم تعيين (حكومة وفاق وطني)من جميع المكونات السياسية برئاسة الزعيم القومي”محمدسالم باسندوه” كمرحلة انتقالية؛ لكنها قوبلت بتمرد و تربّص بهذه الحكومة لمحاولة إفشالها.
ظل الحقد في نفوس أعضاء المؤتمر الشعبي الذي يقوده “صالح”حيث قام الرئيس صالح و حزبه بجلب الفوضى و تسليم جميع مؤسسات الدولة لجماعة الحوثي.. تدمير اليمن وتمزيق النسيج الاجتماعي والاستيلاء على ثرواته واستعمار الجزر والموانئ ..المحرك الرئيسي لهذه الحرب والحصار، اليمن أساسا في القيادات التي وضعت في مكان المسؤولية وهي لا تعي ماهي المسؤولية ، قيادات لا تقبل التغيير ولا التبديل وكل همها توريث الأبناء والأقارب ، قيادات تواطأت على خراب بلد كان متألقا ديمقراطيا ، شفطت كل ما استطاعت من موارد البلد وتركت الشعب يغرق في فقره وحولت البلد إلى هيكل من عظام ، باعت القرار الوطني للخارج الذي أتاح للمؤامرة ولاطماع خارجيه أن تمتص ما تبقى من رمق ومرق كما يقولون ، وأوصلت الموت إلى كل بيت ووسعت المقابر وزرعت الجثث في كل شبر من تراب اليمن .
وقد تصدرت أجراس الفجيعة تصدح على ألسنة التقارير الدولية بأن 80% من الشعب اليمني تحت خط الفقر وقيادات البلد تكدس ثرواتها المسروقة في البنوك الدولية والفقراء ينزفون صديدا طافحا ، لا يعرفون إلى الكهرباء ولا المياه النقية طريقا ، مرتباتهم مسروقة وحياتهم خالية من الوقود والدواء والغذاء وأولادهم يتعلمون فنون القتل ليقتل بعضهم بعضا في سبيل أن تبقى حياتهم ملكا للعنصرية والعصابات .
ولذلك ينبغي بأن كل هذا الخراب تتحمل مسؤليته إيران الداعم لانصارالله (الحوثيين) ، لكننا لا نجهل أن مسؤولية الشرعية ومن ورائها التحالف تبدو ظاهرة ، فالتحالف ترك اليمن تتداعى قوائمه ولم يدرك أنه سرة الأمن القومي العربي ، وأنه يقود معركة نيابة عن العرب جميعا ، وعن الأماكن المقدسة تحديدا والتي أكد التاريخ أن استهدافها يأتي دوما عن طريق اليمن ، وما غزو الأحباش عنا ببعيد ، ودخول الفرس لمواجهة الأحباش يؤكد ذلك .
على مستوى نظري يلاحظ بغباء إستراتيجي أو بمصالح آنية تفتقر إلى الأسس الصحيحة حول التحالف اليمن إلى ساحة وملعب مفتوح للحرب ولتوحش النفوذ الإيراني في المنطقة المتوالدة بدعم من التحالف ذاته وبتمويل منه ، من دون أن نسمع عن مبادرة عربية لإنقاذ اليمن ومن ثم إنقاذ ما تبقى من المشروع العربي ، بل نجد دول الخليج تشبع شهوة الانتقام لديها وتتلذذ بمص دم أصابعها ، ولا تجدع سوى أنوفها فيما تحدثه من خراب في اليمن .
وتفسيراً لذلك تبقى النخب السياسية اليمنية فهي تعيش حالة انفصال عن الناس ومعاناتهم ، وتبدو هذه النخب منهمكة في العمل من أجل مصالحها الضيقة ، وقد وصل منحنى التردي إلى نقطة القاع ، حتى أضحت صورة أحدهم مع زايد بن سلطان هي أداة التعريف للفت بن زايد إلى هذه النكرة التي كانت معرفة لو أنها التصقت بحجم بلدها الجغرافي والتاريخي وبموقعها على كرسي المسؤولية ، لكن من يهون يسهل الهوان عليه .
واستخلاصاً لما سبق، ولتوضيح ذلك إلى أزمة قيادات الشرعية والتحالف الداعم لها ، نجد ضبابية في معرفة أسباب تعثر عودة الحكومة إلى عدن ، ولماذا تصر السعودية على تغييب السلطة المسؤولة التي يمكنها أن تكون واجهة لليمنيين وأمام المجتمع الدولي ، ولماذا هذا الأصرار على أن تلعب المملكة دور طبيب التخدير ، أمام الإمارات التي تلعب دور الطبيب الممسك بمشرط العمليات، اليمن من بعد سنة 2011م فقد الأمن والأمان والتنمية وهيبة الدولة وتمت هيكلة جيشه، ومن بعد سنة 2014م ضاعت سيادة البلد ونهبت أمواله ودمرت مؤسساته وسرح جيشه وسقطت دولته..
اليمن اصبحت ساحة صراع إقليمية ، وسوق كبير للاسلحة ، لا زالوا حتى يومنا هذا يتناوبون في إكمال مهمة تدمير اليمن تدميرا كليا، لا يهم العالم عدد من جاع او مات من اليمنيين.