شحادة : عصافيرُ وعطرٌ وأشياءُ أُخَر !!
العرب نيوز ( شعراءنا ) بقلم الشاعر أ. محمود شحادة – عصافيرُ وعطرٌ وأشياءُ أُخَر !!
أنا ما جَرَّبْتُ يوماً أن أطيرَ يا بعضَ ويا نصفَ
ويا كلَّ شُعُوري
أنْ أَرُودَ كالهَوَاءِ سماءَكِ !!
فكيفَ أطيرُ إليكِ أطيرُ ؟
وما بي جَناحٌ
وما حَفَظْتُ من قبلُ أسمَاءَ العصَافيرِ .. !
وما التَقَطْتُ على الرّيَّا أنفاسَكِ الولهَى
وجمْرَ حُزنِكِ الضَّاربِ في قلبي الصَّغيرِ
ولَهفةً في سَريرِ الآهِ لم يَزَلْ
عبيرُهَا يَقُضُّ أنفَاسَ السَّريرِ ..
أنا يا تَبْغَ هوَايَ ويا وَجَعَ القَوافي
أسيرُ هَوَاكِ
وماذا يملكُ مأسورُكِ غيرَ الرَّجا
ولهقَةَ الأسيرِ؟!
ألم تكوني هَوَىً شَريداً
وظلّاً طريداً
يرفُلُ على ديبَاجي أو حَريري ؟ …
تلكَ يدَانا على الأغصان عالقةٌ
من يفكُّ على الوردِ الوردَ النَّضيرِ ؟
سَلي “دَنحَا” عن زيتُونِها الباكي
سَلي البَحرَ والقَصرَ ،
هل أميرٌ زارَهُمَا مثلُ أَمِيري !!..
وَحيدَيْنِ نَعبُرُ الدُّنيا وأفلاكاً
كم تَركنا عليها من غُرُورِ !
أنا يا تَبْغَ هَوَايَ ويا تِبْرَ المدَادِ
عطرٌ حَبيسٌ
لو يَفهَمِ الزُّجاجُ جرحَ العُطُورِ
أحبُّكِ .. أحبُّكِ وأبقى أ ح بُّ كِ
ولو في السّجنِ يَوماً كانَ مَصِيري !