|
الثلاثاء، الموافق ٢١ يناير ٢٠٢٥ ميلاديا

جمعية “باهية” الإجتماعية لمرضى السيلياك تنظم لقاء تحسيسي لفائدة مربيات الروضات

العرب نيوز ( وهران * الجزائر ) بقلم الزميلة آمال إيزة – نظمت أمس جمعية “باهية الإجتماعية لمرضى السيلياك” بعاصمة الغرب الجزائري وهران وبالتنسيق مع قسم الشؤون الإجتماعية لبلدية وهران يوماً إعلامياً تحسيسياً لفائدة مربيات روضات الأطفال لبلدية وهران تحت شعار “صحة طفلي في سلامة غذائه ” وقد احتضنت
اللقاء قاعة روضة “أم الحرمان” الكائنة بحي بمرافال ، وتمحورت أشغال هذا اليوم حول طرق وسبل متابعة الأطفال المصابين بمرض السيلياك أثناء تواجدهم بروضة الأطفال هذا المرفق المهم الذي يعتبر المنزل الثاني للطفل خارج المحيط الأسري .

وقد نشط هذا اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه لفائدة المعلمات أو المربيات ولصالح أطفال السيلياك أساتذة وأطباء و العديد من المختصين في عدة مجالات لها صلة وثيقة بالموضوع.
بذات السياق صرحت رئيسة الجمعية السيدة بقدار “سامية” أن الهدف من تنظيم هذا اليوم هو تحسيس المربيات بوضعية طفل السيلياك الذي يُعاني في صمت دون علم رفاقه بالروضة و هذه الفئة محرومة من جميع المنتجات الغذائية خاصة الحلويات التي تحتوي على مادة الغلوتين، ولهذا الغرض فإنه تم اليوم من خلال مداخلة المختصين، إعطاء أهمية بالغة للعامل النفسي لدى الطفل حيث كانت مداخلة الأخصائيين النفسايين في هذا المجال بالغة الأهمية ، حيث أكدوا على مدى أهمية زرع الإيجابية في نفس الطفل المصاب بالسيلياك وتحفيزه على الالتزام بالحمية بدون مُمارسة أي رقيب، وذلك من خلال زرع الثقة بنفسه وبطبيعة الحال توفير البديل عن هذه المنتجات التي حرم من تناولها .

و على صعيد مُماثل كشف الدكتور لطروش شارف خلال هذا اللقاء إلى ضرورة الحرص التام على متابعة طفل السيلياك بصفة دائمة نظرا لحساسية مرضه حيث ترتبط صحته اتباطا وثيقا بالغذاء أو المنتجات الإستهلاكية الخاصة به، كما عرف الدكتور في بداية مداخلته مرض السيلياك بكونه مرض مناعي قد ينتج عن أسباب وراثية، ويمكن تشخصيه في مختلف الأعمار, وقد يبدأ ظهور المرض عند فطام الطفل وتحويله لنظام غذائي يحتوي على الجلوتين، وهو المحفز الرئيسي للمرض و كذلك عند تناول الطفل لمأكولات تحتوي الجلوتين، يقوم الجسم بتحفيز رد فعل مناعي يقوم بمهاجمة النتوءات البارزة للأمعاء الدقيقة، ينتج عن ذلك تغييرات في بطانة الأمعاء الدقيقة التي قد تصبح مسطحة وخالية تماماً من الأهداب، وينتج عن ذلك ظهور أعراض مثل الإسهال والانتفاخ، وقد يكون المرض أحياناً صامتا بلا أعراض الأمر الذي يستدعي تشخيص طبي دقيق من خلال إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية.

هذا وعن طرق الحمية عند الطفل، فقد أضافت أخصائية التغذية السيدة “لويزة لشهب” في مداخلة لها “أنه في البداية، قد تبدو حمية مرض السيلياك عند الأطفال قاسية ويصعب الالتزام بها من قبل الأطفال، حيث يمنع عليهم تناول المأكولات المحتوية على الجلوتين مثل الخبز، والعجائن، والمأكولات المحتوية على القمح أو الشعير والحلويات وضرورة التوعية بمختلف الأطعمة المسموح تناولها تساعد على معرفة الخيارات وتصميم النظام الغذائي الذي يناسب الطفل.

كما حثت بذات الشأن المربيات على أنه من الضروري الانتباه إلى الملصقات المتواجدة على الأطعمة المعلبة والمصنعة للتأكد من وجود ملصق “خالٍ من الجلوتين”, بعض المنتجات قد تحمل ملصق “خالٍ من القمح”، والتي لا تعني بالضرورة أن المنتج لا يحتوي على الجلوتين .

وبما أن الطفل يقضي جزء هام من وقته بالروضة فإن ينبغي الإنتباه له من قبل المعلمات بحذر ومرافقته في اتباع حمية ناجعة وذلك من خلال تحسيسه بخطورة استهلاك المنتجات التي تحتوي على الجلوتين خاصة خلال المناسبات والإحتفالات التي تقام بالروضات أين قد يرغب الطفل بتناول الأطعمة المحتوية عادة على الجلوتين كالحلويات والعجائن و رقائق الخبر كما قدمت الأخصائية أساليب تشجع الطفل على متابعة حميته وهذا من خلال تواصل المربيات مع الأولياء بغية تحضير وجبات صحية لهم وإحضارها معهم، حتى لا يضطر الطفل إلى استهلاك المنتجات العادية.

وعن فعاليات هذا اليوم أكدت مديرة قسم الشؤون الإجتماعية لبلدية وهران السيدة “كبير مجحودة رشيدة ” أن مبادرة تنظيم هذا اليوم الإعلامي التحسيسي من قبل جمعية “باهية الإجتماعية لمرضى السيلياك”، جد مُهمة وتستحق الإشادة بها بحيث تمكنت المربيات والمعلمات من أخذ نبذة ومعلومات قيمة عن مرض حساسية الغلوتين لدى الطفل وتعرفن أيضا على طرق التعامل مع هذه الشريحة الحساسة، وكيفية مساعدتهم ووقايتهم و رعايتهم .

هذا وقد فتحت الجهات المنظمة باب طرح الأسئلة و النقاش من قبل المعلمات والتي كانت جد ثرية تم فيها تشخيص العديد من النقاط الخاصة بهذه الفئة من الطفولة بالإضافة إلى عرض تجارب أمهات لأطفال مصابون بالسيلياك ويزاولون دراستهم بالروضة .

وفي هذا الصدد أعربت المربية ومديرة روضة أطفال “أم حرمان” بمرافال السيدة “صورية بن سعيد” عن إعجابها بفكرة تنظيم هذا اليوم الإعلامي حيث أكدت أنه لأول مرة يجري فيها تنظيم مثل هذا النوع الفعاليات لفائدة مربيات الأطفال فنحن صراحة كنا بحاجة ماسة لمعلومات وطرق حول كيفية التعامل مع طفل السيلياك ولو أنه كانت لدينا فكرة جد محدودة هذا المرض، ومداخلة الدكتور والأخصائيين كانت جد ثرية ومهمة ومفيدة لنا كمربيات .”

هذا وقد ختم اللقاء بتوزيع بعض الطرود لمنتجات غذائية خالية من الغلوتين على الأطفال والبعض من أوليائهم.

#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “

Translate »