علي لاغا : أوجه الشبه بين مايحصل في العالم العربي ومشهد يوم القيامة
العرب نيوز( روؤس – أقلام ) بقلم د. علي لاغا – إن من يُمْعِنُ التفكر بعمق وبتجرد بعيداً عن الهوى، شرط أن يكون دماغه غير مغسول ، ومشاعره سليمة ، وانتماؤه سليماً من كل لوثات الفتن وشحن الصدور بالحمق والبصيرة العمياء ، وضيق الأفق وافتقاد الرحمة والشفقة من قلبه ،
والسليم المُعافى ، إذا مانظر بما يحدث يتبادر إلى مسامعه ماأخبر به القرآن الكريم عن مشهد يوم القيامة :
((..ولا يسألُ حميمٌ حميماً. يُبَصَّرونَهُم يودُّ المجرمُ لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه . وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تُأويه . ومن في الأرض جميعاً ثم يُنجيه ))سورة المعارج :١٠-١٣
لقد وصل حالنا اليوم والعقود التي قبله إلى مايشبه حال الإنسان يوم القيامة (( ولا يسأل حميمٌ حميما )).
لقد انخرط القوم في ملحمة انتحارية ينسى فيها المقاتل أن من بين ضحاياه قد يكون أخاً أو أماً أو أباً وبالتأكيد قريبًا ، والدمار الذي يتسبب به هو إرث أجداده وشموخ حضارته ،لم تعد مشاعره تذكره بأهله ، كل فريق يتمنى من لازال يقول أنه عدوه يقضى على بني قومه في ماوراء الخط الوهمي الذي تتجمع فيه الفئات المتناحرة، لا فرق ، سلطة ، بقايا سلطة ، مجموعات ،المهم يسعد بفنائهم بأي سلاح كان ،لايهمه ما ستدمر صواريخٌ أو مسيراتٌ يطلقها لتصب وتهدم مساجد ، حواضر ، تبيد بشراً ، المهم أن لاتسقط في مكان خالٍ من البشر والحضر .
أيُّ فرق بين مشهد يوم القيامة ومايحدث في عالمنا اليوم؟
ألم يستفق المدمنون على قتل أنفسهم أنها اللعنة التي تحلُّ بمن يضل لأية أمة أو شعبٍ انتموا ؟.
لقد حان الوقت للتأكد بما هو مشاهدٌ عياناً أنها حربٌ بالنيابة عمن هم يحركون الفتن من غرفة تحكم واحدة ،
وأن أي عدوان خارجي لايمكنه تدمير وتخريب وما سيخرب ويدمر ويقتل ويشرد ربع ماهو حاصل.
لقد آن الأوان للصحوة وإعادة كل جيش إلى بلده وثكناته والشعوب إلى إعادة البناء والحكام إلى تكليف مجالس من العقلاء والخبراء والحكماء لاعادة بناء ماتهدم والتخطيط لمستقبل لايقل ازدهاراً عما فعله الأوروبيون بعد عقود من الحروب فيما بينهم.
وأخيراً : النتائج أصدق من المقدمات ومايحدث يكذب الشعارات المرفوعة ويوجب كم أفواه كل إعلام أو خطاب أو تصريح يصب الزيت على النار .
إن مجتمعنا بحاجة لمن يفكر كيف نُصلح ونُعَمِّر ونزرع الورد ونبني مستقبلاً زاهراً للأجيال.
#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “