علي لاغا : إن رؤية كُتَّاب المسرح والدراما كانت سباقة في فهم مايحدث وما سيحدث في لبنان والعالم العربي
العرب نيوز( روؤس – أقلام ) بقلم د. علي لاغا – شاهدت صباح اليوم حلقة من بربر آغا على فضائية لبنان TL الذي تم عرضه المرة الأولى 1980 واستقباله الموفدين العرب والأوروبيين الذين يحضرون للتوسط في الحرب الدائرة بينه وبين علي باشا الأسعد تذكرت مسلسل المدير العام لبطله أيمن زيدان وكاتبه زياد الريس1995 الذي أبدع بتشخيص مايحدث من فساد واستحالة القضاء عليه ومسلسل الضيعة ضايعة 2010 لكاتبه ممدوح حمادة الذي حلق في تصوير سذاجة سكان أم الطنافس الفوقا ورئيس المخفر ومدير الناحية كيف انتهوا بالموت الجماعي بالكيميائي ظناً منهم أنه لطرش البيوت ، و دريد لحام الذي سبق الجميع 1973 في مسرحية ضيعة تشرين وكاسك ياوطن 1978 ..لقد كانت عبقرية الكاتب محمد الماغوط بتوصيف ماخفي في عمليات الاحتجاج من الجماهير والتغيير الذي لايتعدى تغيير لباس المختار الذي يعود نفسه عقب كل ثورة ضده .
من خلال ماتم عرضه يتبين أنه لو فهم الناس ماتم تقديمه لما زالت الحروب والثورات والفساد والخراب والدمار مسرحاً لأفواج طيور الغراب .
إن من كتب تلك المسلسلات الدرامية كانوا باحثين وعلى بصيرة لعقود قادمة ، لقد كانت أعمالهم كافية لمنع ماحصل ويحصل وبقيت حقول الورد زاهية والناس آمنون في مساكنهم والبلاد التي امتزج حبها مع وجدانهم ومشاعرهم.
إن من كتب ومن أخرج ومثل كانوا أصدق من عمل أي باحث وسياسي في أفضل البلدان استقراراً ، في وقت كان المشاهدون في عالمنا يستغلون عرضها للضحك والتسلية وتقطيع الوقت دون الافادة منها لاصلاح الحاضر وضمان جمالية المستقبل
تحية لأولئك العباقرة الذين جهل قومهم ماقدموه من رؤى ثاقبة ونظرة بعيدة المدى .
#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “