علي لاغا :احتمالات حول مايحدث بين روسيا وأوكرانيا

العرب نيوز( روؤس – أقلام ) بقلم د. علي لاغا – إن المجتمع البشري يحتاج إلى منهج يحد من شراهة الإنسان وإسرافه وكثرة متطلباته الناجمة عن شذوذ وشراهة وزيادة أمراض وأوبئة مما يزيد في التكلفة المادية ومكنونات الكون محدودة تكفي لحياة بشرية متوازنة وليست ماجنة.
إن كل الحروب التي يُمارس فيها التوحش والتخريب والتدمير ، يضاف إليها كلفة صناعة آلة التدمير والقتل ثم معالجة الجرحى والمعوقين والأيتام والمشردين وإعادة بناء ماتم تدميره ، كل ذلك على حساب الثروة البشرية المتوفرة في الكون التي يجب أن تكون لتأمين حاجة الإنسان من مأكل ومشرب ومسكن وتعليم وتنمية .
إن العودة لذكر مسيرة البشر في حروبهم وسلمهم ليس مجالها مقالة ، فالأمور معروفة يدرسها الطلاب تُشاهد محطاتها عبر وسائل الإعلام وما يتناقله التأريخ الشفوي .
صحيح أن الحروب هدأت بين الدول التي سيطرت عقب الحرب العالمية الثانية في النصف الأول من أربعينيات القرن الماضي غير أنها استمرت في العالم الثالث ، الذي تم احتلاله ومعه الجزر الكورية وأمريكيا اللاتينية وخواتٍ تدفعها إيطاليا وألمانيا واليابان ، ومع ذلك فالإسراف والترف اللامحدود تطلب المزيد من الثروات .
أمام هذا الواقع ، عادت الأسباب نفسها لتنذر بحرب عالمية ثالثة ..
في أواخر السبعينيات بعد ضائقة إقتصادية كادت تقفل المصانع تم إشعال حرب إيران العراق التي كانت تكلفتها في العام 1987 ( 30 مليار دولار أنعشت الصناعات ) ثم تلاها احتلال العراق للكويت وما بعدها وبعدها ..
لكن كما يبدو تضاعفت الاحتياجات فلا بد من انتقال الحرب لدول أخرى ، فبعد الشيشان وطاجكستان وجورجيا وأذربيجان وأرمينيا ( الدول التي توهم شعبها الاستقلال عن الإتحاد السوفياتي )وما يدور في إفريقيا والبلاد العربية وأفغانستان .. جاء دور أوكرانيا ذات المخزون الكبير بالثروات .
ليس معروفاً بعد ما إذا كان الأمر متفقاً عليه من غرفة التحكم الخفية أو أنها فعلاً مستهدفة من فريقين متنازعين ، لأن كل ماسبق كان مرتباً والمغانم تُقسم حسب نسبٍ متفقٍ عليها.
كما أنه يُخشى من تمدد كرة الحرب من أوكرانيا إلى دول أخرى ليست من نقابة الدول المسيطرة ( صاحبة حق النقض في مجلس الأمن الدولي ).
إن هذه الحروب لن تخمد نيرانها طالما أن الفكر الذي يحكم المعمورة ليس أخلاقياً ، بل خالياً من كل الضوابط والقيم التي تهدف لسعادة البشرية وكرامة الإنسان .

#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “