|
السبت، الموافق ١٤ سبتمبر ٢٠٢٤ ميلاديا

مخبر فلسفة , علوم و تنمية بالجزائر يفتح النقاش حول ” الفلسفة الموجهة للأطفال “

العرب نيوز ( وهران – الجزائر ) تغطية آمال إيزة – أكد أول أمس مجموعة من الأساتذة و الباحثين و طلبة الدكتوراه على هامش مُشاركتهم في الملتقى الوطني حول” الفلسفة الموجهة للأطفال ” المُنظم من طرف مخبر فلسفة , علوم و تنمية بالجزائر التابع لكلية العلوم الإجتماعية – جامعة وهران (2) محمد بن أحمد – أنه أصبح من الضروري جدا الإستماع و الإقتراب أكثر من الأطفال و الإهتمام بطريقة تفكيرهم ومنحهم الحرية في طرح الأسئلة و التي قد تبدو لبعض الأولياء غير مهمة , حيث أكد بهذا الشأن الباحث و الأستاذ كمال صلاي أنه من الضروري على كل أم و أب تدوين أسئلة أبنائهم بدفتر و يحتفظوا به لهم حيث يمثل تساؤلاتهم بمختلف مراحلهم العمرية كما أشار في مداخلته المعنونة : كيف تتشكل بنية التفلسف الممنوع لدى الطفل الجزائري ؟ إلى العديد من المصطلحات و المفاهيم السوسيولوجية المهمة حيث إنطلق من بعض التساؤلات كيف تشكلت بنية التفلسف الممنوع لدى الطفل الجزائري على وجه الخصوص ,و لخّص ذلك في أربعة أسئلة ماهو الطفل الجزائري ومن هو وكيف هو و أين هو ؟ , كما وصف المُجتمع الذي لا يسأل بالمُجتمع الإستهلاكي , أو ما وصفه الباحث بالعقل التلقيني أو مايؤدي إلى إنتاج القيد المعرفي.
كما أشار ذات المتحدث عن العلاقة السلطوية ما بين الأب و الإبن وهذا مايعرف بالسلطة الأبوية التي تمنع الطفل أحيانا من ممارسة حقه في التساؤل أو طرح الأسئلة .
كما تطرقت الأستاذة بن عبد الله فتيحة في مداخلتها حول : ” الفضول المعرفي عند الأطفال تحدي للكبار” إلى الذكاء الذي يتمتع به الصغار و سرعة البديهة لديهم حب الإطلاع و للفلسفة دور كبير في فهم ذلك ,وحسبها كل من عاشر الأطفال يلاحظ مدى فضولهم من خلال الأسئلة المختلفة و المتعددة التي يطرحونها على الأكبر منهم سنا من أولياء و معلمين وغيرها , كما عرجت على ضرورة التواصل و الإستماع أكثرلهذه الفئة التي قد يظهر تميزها ونبوغها منذ الصغر .
كما ركز متدخلون آخرون على ضرورة مراعاة الجانب النفسي وعدم إحباط الطفل و محاولة تفهمـــــه و التركيز على التواصل المباشر معه و إعطائه أكبر حيز للتعبير عن أفكاره بالأسلوب الذي يراه مُناسبا.
هذا وقد قدم عدة أساتذة مداخلات قيمة بمكتبة العلوم الإجتماعية في اليوم الثاني من عمر الملتقى الوطني نذكر منهم : الأستاذ بن يمينة محمد كريم من جامعة سعيدة قدم مداخلة حول: تدريب الطفل على السؤال الفلسفي مقاربة ديداكتيكية, أما الأستاذة معطى سولاف و الاستاذة مريوة حفيظة قدمت كل واحدة منهما افكارا قيمة سواءا بالمداخلة أوفيما يخص النقاش و الإجابة على أسئلة الطلبة الذين حضروا بقوة وقد كانت المداخلة حول : الفلسفة و الطفل : سبل تثبيث قيم الحكمة و الأخلاق قراءة جدلية , إلى جانب مداخلة الدكتورة بلنوار حليمة التي كانت حول فلسفة التربية و أبعادها المعرفية عند روسو وقدم الدكتور رحموني عبد الله مداخلة قيمة حول ” بناء فلسفة الطفل ” , أما الدكتور بوزيد نعيم من جامعة الجزائر 2 فقد قدم مداخلة حول : ” مجتمع البحث الفلسفي : الأسس النظرية و الامكانيات التطبيقية ” .
وإضافة إلى ما ذكرنا خرج الأساتذة القائمون على هذا اللقاء العلمي الهادف بجملة من التوصيات
بعد يومين من اللقاءات والمناقشات والورشات المفتوحة الميدانية والتي شاركت من خلالها الأطفال وأولياءهم ، وقد انقسمت تلك التوصيات إلى شقين أساسيين: – الشق الأكاديمي العلمي, الشق الإجرائي العملي ) .
وتمثلت توصيات الشق الإجرائي العملي فيما يلي : مرافقة المخبر والجامعة بمختصين في حقول معرفية متعددة التخصصات للإسهام بالدراسات الميدانية والدعوة لتكريس هذا الملتقى وترفيعه إلى مؤتمر عالمي بإعطائه القيمة المصدرية للكتابات الخاصة بمجال الطفل من خلال الربط بين الدراسات الميدانية و النظرية ، مساهمة المخبر في طبع أعمال الملتقى الوطني في العدد السابع لسلسلة جليس عن مخبر فلسفة علوم وتنمية بالجزائر ، توحيد الجهود والعمل سويا كفريق واحد الجامعة ، المخبر ، مديرية النشاط الاجتماعي، الفدرالية الولائية لمؤسسات استقبال الطفولة ، مديرية التربية ، توسيع و تعزيز دائرة الانتماء و الدعم النفسي والاجتماعي بالمرافقة المستمرة والعمل باستراتيجيات.
أما الشق العلمي الأكاديمي فتجسدت مخرجاته في التالي : إمكانية المشروعية النظرية لتوجيه الدرس الفلسفي للفئات الناشئة ، الأبعاد المعرفية والأخلاقية التي تنتج من خلال ممارسة الطفل للتفكير الفلسفي النقدي ، دور الفلسفة في التحصيل الدراسي للطفل خاصة من الناحية التربوية ، الدعوة إلى متابعة وتوحيد الأنشطة المختلفة (ورشات القراءة الخاصة بالكتب التفاعلية -الصور – الحوار – ورشات الألعاب التربوية)، التأكيد على المناهج التعليمية في الفلسفة التربوية نموذج “مونتيسوري” للمساهمة في الدعم المعرفي الذي ينمي القدرات والمهارات التعليمية البسيطة تمهيدا لدخوله للمدرسة .
جاء هذا عقب اختتام فعاليات الملتقى الوطني الذي دام ليومين و يشرف عليه ذات المخبر التابع لكلية العلوم الاجتماعية ، الحدث الفكري احتضنت مجريات اليوم الثاني منه مكتبة ذات الكلية ، وساهم في إنجاحه كل من نادي GROWING MINDS ممثلا لكلية علوم الطيعة والحياة (جامعة وهران -1) و نادي الطفولة . SMART KIDS بالتعاون مع روضة القلم الكائنة بحي قمبيطة
كما تجدر بنا الإشارة أن الجهات المنظمة تسير على خطوة الإتجاه نحو إبرام اتفاقيات مع مديرية النشاط الاجتماعي، الفدرالية الولائية لمؤسسات استقبال الطفولة ، مديرية التربية لتجسيد مشروع ” المجتمع يسأل والجامعة تجيب” الذي أقره مخبر الفلسفة علوم وتنمية في الجزائر سعيا منهم في لتنمية مجال الطفل وجميع أطوار التعليمية في الجزائر لإيجاد حلول مناسبة و ناجحة لفتح آفاق مستقبلية شابة تساهم بها الجامعة والأستاذ الجامعي في بناء شخصية سوية للأفراد .

#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “