الفنان و الخطاط محمد بن عزوز يقدم معرض فن الخط ” قلم وناي” بوهران
العرب نيوز( الجزائر – وهران) آمال إيزة – قدم الفنان التشكيلي و الخطاط المجاز الأستاذ المُبدع محمد بن عزوز معرضا خاصا بفن الخط الذي جاء تحت عنوان ” قلم وناي ” و لايزال مُتواصلا بالمتحف العمومي للفن الحديث و المعاصر ” مامو” بوسط المدينة بوهران إلى غاية تاريخ 7 جانفي 2023 , حيث قدّم الفنان 113 لوحة متنوعة جمع فيها ما بين الخط و الفن التشكيلي , و ما بين الأصالة و المُعاصرة بطريقة فنية و بلمسة إبداعية مُتميزة قد اعتمد فيها على حسه الفني و رؤيته الفلسفية وجمع ما بين الفن التجريدي و الروحانيات كما اعتمد على عدة ألوان لإبراز جماليات الخط العربي و الآيات القرآنية و أسماء الله الحسنى وغيرها من اللوحات التي أثارت إعجاب طلبة الفنون الجميلة و كل الزوار الذين زاروا المعرض , حيث لم يكتف الفنان بالشرح وتقديم بعض المعلومات عن لوحاته بل قدم لهم بعض الهدايا متمثلة في كتابة أسمائهم و على المباشر بمختلف أنواع الخط العربي في لفتة طيبة إستحسنتها العائلات التي إلتقينا بها , هذا و قد قدم أيضا عدة ورشات خاصة بأسلوب الحروفيات تم التطرق من خلالها لمنشأ هذا الفن و سياقه التاريخي و نظية البعد الواحد وتم إبراز مجهودات الناقد و الفنان العراقي شاكر حسن آل سعيد و الأساليب المختلفة الممكنة للتعبير البصري عبر الحروفيات .
و في كلمته معنا أشار الفنان محمد بن عزوز أن المعرض شهدت تحضيرات دامت لفترة طويلة مشيراً أنه عرض عدة أعمال فنية و لوحات أنجزت من سنة 2009 إلى غاية 2022 و التي شكل فن الخط العربي محوره وجوهره وهو عبارة عن ثمرة جهد في مكابدة ترويض الحرف العربي بمختلف أنواعه من ثلث و ديواني وديواني جلي و نستعليق (فارسي) و مغاربي عبر مشق و مشقة و شغف طوال و عبر سبر أغوارها الهندسية والروحية بتقاليدها القديمة المعتقة , حيث خلقت إرثاً بصرياً متخماً و ثقيلاً يبقى المُتأمل لها منجذباً و مشدوهاً لهندستها ومتسائلاً عن القوة الروحية و المخيالية التي خلقت لنا هذا الفن… هذا ما عبر عنه مؤسس الفن التجريدي فاسيلي كاندنسكي وهو يُشاهد معرضا للمخطوطات بعبارة “هذا فن نزل من السماء” .
مُضيفا في سياق حديثه أن فن الخط وما يحتويه من مرونة و قوة بصرية تجريدية جعل من الحتمي الولوج إلى عالم الحروفيات الرحيب و الواسع حيث الفسلفة المُعاصرة حاضرة بقوة عبر ما نعايشه من إرث علمي فلسفي فني وألسني في صورة حضارية سامية تبين كم هو ضروري أن نمارس فعل التواصل و التأثير و التأثر الحضاري ليتم خلق إرث مُتجدد مُبدع مُتواصل وبالتالي خلق قنوات حية للتواصل بين الجماعات البشرية وتفكيك احتمالات اللاتفاهم التي تودي إلى الصراع وهذا هو فعل الفن … ضرب من مقاومة الشر المحتمل .
حسبه الخط و الموسيقى كلاهما يد تعزف ولا فرق عنده بين عزف مسموع وعزف مرئي صامت, وهذا الإيحاء الذي لمحت له في العنوان و الثيمة وثيق وقوي عبر توليف مفاهيمي جامع بين فن و هندسة الخط الذي تجولت في أسراره والنغم والتصوف إلا أن فحوى العزف في الثيمة تتقاطع بنظرية فاسيلي كاندنسكي الفلسفية التي ربط فيها بين الشكل الهندسي واللون بالنغم بطريقة حاذقة وقوية باعتبار المرئي منها في اللوحة نتيجة لمعزوفة روحية جوانية تحصل في الذات … تشعر وتعاش كخبرة ولا يمكن الاخبار عنها أو التعبير بالكلمات … انها حالة روحية تخرج عبر شكل ولون وهذا ما سماه الضرورة الداخلية والضرورة الخارجية في كتابه المؤسس ” الروحانية في الفن 1912 ” وهو ما حمل الكثير من التقاطعات و الآثار الفكرية التي وسمت الحضارة الاسلامية في موضوع الهندسة .
أما عن الناي فأشار الفنان بن عزوز أنه لا يمكن فصل النغم عن فن الخط والنغم المقصود في الثيمة هو نغم الناي الذي عبر عنه الشاعر المتصوف جلال الدين الرومي في قصيدته “أنين الناي” تلك القطعة من القصب الذي قطع و نفي من موطنه وعاش عازفا نغم الغربة و الاشتياق لموطنه الأول كترميز النظرة تصوفية وجودية للإنسان و العالم .
و أضاف ما شهدناه من أعاجيب الخط والزخرفة ليست تزاويقا للعيون … لو كانت لزالت لغيرها من التزاويق التي لا تخلد إنها الترياق المقصود في قول مولانا الرومي فمن رأى مثل الناي سما وترياقا و الاشراق وهو يندفع من الداخل ليشع نحو الخارج على سطوح الورق والحجر والعاج والزجاج و النحاس, و قد تم إتخاذ القلـــــــــم كرمز لفن الخط والنـــــــــــاي كرمز لقصيدة الرومي وهما يؤسسان فناً و فلسفة وُجودية قديمة مُتجددة لا تبلى و حكيمة مُحكمة وقوية في زمن ضاع و خسر فيه المعنى لصالح اللامعنى … هذه الحياة برغم كل الشر الذي فيها والذي يغطي على العيون والبصائر أفق المعنى وأفق الخير … فيها الكثير من المعنى و الخير … بل … لولا الشر فيها و الألم والحرب و الموت … والفن في الجبهة المقابلة …. لضاع معناها بهذه الكلمات الفلسفية و العميقة تواصل الفنان محمد بن عزوز مع كل الزوار من خلال ملخص حضره لهم مترجم إلى اللغة الإنجليزية كذلك كونه متحصل أيضا على ليسانس لغة انجليزية – جامعة عبد الحميد بن باديس- مستغانم 2010 حسب السيرة الذاتية التي اطلعنا عليها وهو متحصل أيضا على ماستر لغة انجليزية تخصص لسانيات اجتماعية ودراسة النوع جامعة عبد الحميد بن باديس-مستغانم – وقد اشتغل كأستاذ اللغة الانجليزية – تعليم -ثانوي- منذ 2012 الى 2017, ثم كأستاذ تعليم ثانوي بمدرسة الفنون الجميلة مستغانم الجزائر 2017 إلى يومنا هذا, وهو متحصل على عدة جوائز و له عدة مشاركات نذكر منها : الجائزة الأولى في خط الديواني الجلي الورشة الوطنية الخامسة لفن الخط المدية 2009 الجائزة الأولى في خط الثلث الورشة الوطنية لفن الخط المدية 2010 الجائزة الثالثة في خط الثلث الأيام الوطنية الرابعة لفن الخط بسكرة 2010 المشاركة في المهرجان الدولي لفن الخط العربي بمتحف الزخرفة والمنمنمات وفن الخط 2010 الجائزة الثانية في خط الثلث الورشة الوطنية السابعة لفن الخط المدية 2011, المشاركة في المهرجان الدولي لفن الخط بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 الجائزة الأولى في خط النستعليق – الأيام الوطنية الخامسة لفن الخط بسكرة 2012 المشاركة في المهرجان الدولي لفن الخط في خمس طبعات الجزائر العاصمة 2015/2014/2013/2011/2010 الجائزة الأولى في خط النستعليق و أشرف أيضا على عدة ورشات
تكوينية تخص الخط العربي و له عدة مشاركات فنية وطنية وهو يطمح في المشاركة بأعماله مستقبلا خارج الوطن .
#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “