|
الأحد، الموافق ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤ ميلاديا

” المتحف الوطني أحمد زبانة يحيي احتفالات يناير السنة الأمازيغية وينظم يوم دراسي بوهران “

العرب نيوز ( وهران – الجزائر ) تغطية : آمال إيزة – أجمع متدخلون و أساتذة و باحثون و ناشطون بالمجتمع المدني أن إحتفاليات يناير تعكس عاداتــنا وتقاليدنا و هي لا تقتصر على منطقة واحدة من وطننا الحبيب بل تتعداه لتمس كل شمال إفريقيا و حتى السودان وغيرها من الدول التي تحتفل بالسنة الزراعية أو السنة الأمازيغية كما تعرف عند الأمازيغ , وعرج آخرون عن العادات و التقاليد و الطقوس المُمارسة حيث منحوا الحضور بعض الشهادات الحية عن كيفية الإحتفال بهذه المناسبة بالجهة الغربية من خلال جمع الفواكه و المكسرات على غرار التمر والتين المُجفف و الفول السوداني و اللوز و الجوز و الحلويات ما يعرف ب ” المخلط ” حيث توضع في أكياس من القماش أو قفف صغيرة و توزع على الأطفال و تجمع وتقدم أيضا بطبق الحلفاء إلى جانب إعداد طبق ” الشرشم ” الذي هو عبارة عن خليط من القمح الصلب و الفول و الحمص ,كما تحضر العائلات الجزائرية أيضا طبق” الرقاق” أو “الكسكس” بلحم الدجاج أو “المردود ” أو ” البركوكس “و السنفنج وحلويات أخرى توزع على الجيران و تجمع الأسرة على طبق واحد حتى يستقبلون السنة بالخيرات, فكل منطقة بالجزائر وعاداتها في إعداد المائدة نظرا للتنوع الثقافي .

و يتزامن حلول السنة الأمازيغية مع اليوم 12جانفي من بداية السنة الميلادية و التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة و خمسين سنة عن التقويم الميلادي ما يعني أن سنة 2023 الميلادية توازي 2937 السنة الأمازيغية , و لقد ارتبط يناير بمعتقدات و عادات ضاربة في القدم , حيث يُعتقد أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة و ناجحة , فالإحتفالات بيناير تعتبر إحتفالا يُعيد الطبيعة و الحياة و النهضة و الوفرة و يرتبط بالسنة الفلاحية و الإحتفال بالمحاصيل و موسم سقوط الغيث , جاء هذا على هامش اليوم الدراسي الذي نظمه المتحف العمومي الوطني أحمد زبانة بوهران بالتعاون مع مركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية ” الكراسك” حيث تلقينا دعوة وحضرنا الإحتفالية حيث تخلل البرنامج الثري مداخلات قيمة ومعارض : معرض تحت عنوان ” يناير عادات وتقاليد ” متحف زبانة معرض اللوحات الفنية لمركز الفنون والمعارض بتلمسان معرض للباحث في التراث و المصمم المُبدع شايلة بشير تحت ” عنوان القعدة الوهرانية ” بالإضافة إلى معرض الإصدارات مركز البحث العلمي والتقني في علم الانسان الاجتماعي والثقافي.
بذات الشأن أفادت مديرة قصر الفنون و المعارض الدكتورة و الباحثة سميرة أمبوعزة التي قدمت مداخلة تحت عنوان” أساطير يناير ” أسطورة غنجة و أسطورة “الأيراد ” وهو كرنفال هناك أشخاص يرتدون لباس الحيوان وهذا تجسيدا للاسطورة التي تحكي أن اللبؤة الحامل كان يجب أن تتغذى جيدا, فيساعدها الحيوانات لتكون ولادتها سهلة و وهي تمثل الأرض و إبنها الشبل يمثل الزرع و المحصول الوافر , وكذلك يظهر هذا الاحتفال التعاون و الإتحاد لخدمة الأرض أما الأسطورة الأخرى تتحدث عن ” عجوزة الناير ” التي تحدت وتكبرت عن يناير فخرجت لترعى القطيع فغضب منها و انتقم بمساعدة فبراير و هلكت العجوز بالإعصار الذي أخذها مع قطيعها المغزى من القصة و الأسطورة تربوي و قد جسدت الأساطير ب 10 لوحات فنية قدمها الفنان الحاج قاسم من ولاية تلمسان .

هذا و قد افتتح اليوم الدراسي السيد مدير مركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية الذي قدم كلمة بالمناسبة و كذلك السيد مدير المتحف الوطني أحمد زبانة وهران الاستاذ هشام صقال الذي رحب بالحضور حيث قدم كلمة وجيزة عن المناسبة و رمزيتها الثقافية التي رسخت بالذاكرة الجماعية وخلدها التاريخ وكذلك العديد من الدراسات الأنثروبولوجية.

هذا وقدمت عدة مداخلات قيمة تلاها نقاش مفتوح حيث ترأس الجلسة الأولى أ.د حيرش بغداد محمد وقد كانت د.حليمة صوفي مقررة الجلسة , وقدمت الدكتورة صليحة سنوسي مداخلة حول :” يناير عند بني سنوس بتمسان , أما أ.د نبية حضرية دادوة قدمت مداخلة حول : “الأطباق الشعبية لاحتفالية يناير بمنطقة وهران , و د. لامية فار الذهب قدمت مداخلة حول” يناير في شعر الملحون”, د. نسيمة حميدة يناير” بوابة السنة الفلاحية طقوس ومعتقدات شعبية بتبسة قديما، مقاربة أنثروبولوجية,إلى جانب مداخلة الدكتورة سميرة أمبوعزة حول أساطير يناير , ثم ترأست الجلسةالثانية : أ.د نادية سماش و المقررة د.لامية فار الذهب , حيث قدم الباحثون مداخلات أخرى منها مداخلة د. رضا خميس “مكانة طبق الكسكسي الجزائري في احتفالية يناير و أ. د بومديني بلقاسم “يناير في منطقة تلمسان الأطباق الشعبية و الرمزية , د.نجاة لحضيري “يناير كممارسة إتصالية ” و قدمت أيضا د.حليمة صوفي مداخلة حول “معاني التفاؤل في احتفالات يناير” , وتم الإحتفال بحضور أساتذة وباحثين و ممثلي المجتمع المدني و كذلك بعض الفنانين نذكر منهم الفنان القديرة مليكة يوسف التي خطفت الأضواء وقدمت للحضور كلمة بالمناسبة كما حثت المنظمين والاساتذة و كذلك الجمعيات الثقافية و الاجتماعية على الاكثار من هذه المناسبات و توعية الاطفال برمزيتها كما دعت إلى إدراجها إبداعيا و ثقافيا وفنيا بعروض مسرحية و سينمائية حتى نروج أكثر لثقافتنا .
هذا وتجدر بنا الإشارة أن الجلسة الأولى من عمر اليوم الدراسي قد ختمت بتكريم المصمم المبدع و الباحث في التراث السيد شايلة بشير من قبل الفنان و الخطاط و الأستاذ نور الدين كور وقدم التكريم كل من مدير المتحف السيد هشام صقال و عميد كلية العلوم الاجتماعية الاستاذ بوزيدي الهواري .
كما ختمت الجلسة الثانية بحضور الأطفال الذين كانوا يرتدون الزي التقليدي الجزائري وقدموا شهادات حية عن طقوس الإحتفالات بين عائلاتهم و كانت رسالة واضحة من الجهات المنظمة التي تهدف إلى ضورة إستدامة هذه الاحتفالات التي توارثتها الأجيال و أصبحت رمز من رموز الهوية الوطنية وتعكس ثقافتنا وعاداتنا و تقاليدنا أو ما يعرف أيضا بالموروث الثقافي اللامادي , كما قدمت شهادات تكريمية لكل المشاركين و سيتواصل المعرض الذي قدمه الاستاذ شايلة لمن يرغب في زيارة المتحف وهو عبارة عن العديد من المقتنيات و التحف من زرابي و أواني نحاسية و أفرشة و ملابس تقليدية رجالية و نسائية وحلي و غيرها .

#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “