علي لاغا : بلاد الحرمين التي رأيت
العرب نيوز ( رؤوس – أقلام ) بقلم د. علي لاغا – لقد شرفت في زيارة بلاد الحرمين في الأعوام ١٩٧٤ – ١٩٧٦-٢٠١٠-والزيارة الحالية لأداء العمرة ٢٠٢٣ سائلا المولى القبول وأن تصل شهادتي هذه إلى مسامع الطيبين الذين لا تؤثر بهم الإشاعات ولا أمواج التواصل على كل أطياف الشبكة العنكبوتية ووسا ئل الإعلام :
لقد رأيت الناس هنا همُ همُ أدباً وعبادة واحتشام نساء ، لم أر في مكة والمدينة مشهداً مغايراً عما رأيت من قبل ، رأيت الخدمة والتفاني في خدمة الزائر .
لم يتغير شيء .
إن المتغير الذي يلحظه كل زائر أثر الحروب والفتن الداخلية التي أكلت الحرث وجففت منابع الخير والعطاء وأتعبت الناس في حياتهم وسدت في وجوههم مجرد التفكير بفجر يفرحهم .
وخرجت بالانطباع المقتنع به ، ولست محظوظاً من أحد ، أن الغيورين على الدين والإيمان والقضايا المقدسة ليوجهوا إعلامهم ، إن كانوا يريدون خيراً، لتتوقف آلة الحرب والصراع والفتن الداخلية ، كما يجب أن يكون ذلك حيث وجد المسلم في بلد استضافه وهاجر إليه ، وعند هدوء الرياح السموم وانقشاع غيومها الدكناء المكفهرة ، وينثر عطر المحبة والتعاون ، عند هدوء الإعصار سينعم الناس بالخير والسعادة .
وإذا خطر ببال قاريء عن حسن نيةو سأل عن مدن أخرى أحسبه أنه لايفرق بينها وبين بقية المدن والحواضر المسلمة في العالم ، وعندها تصله الرسالة .
وأخيراً : إلى الذين تغزوهم الإشاعات التي تتسبب الأجواء المناسبة لها بالانتشار إن لكل داء دواء ودواء الفتن الإبتعاد عنها ، جزيرة العرب بخير ، والبشر هم البشر ، وعندما ينصرف المرء لإشغال المساحة المتاحة له ستعمر البلاد وتزدهر ويعم السلام والقضايا المقدسة لا يستعيدها إلا الذين هم كالبنيان المرصوص علي لاغا من المسجد النبوي في المدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام ١٧ شعبان ١٤٤٤للهجرة .٩/٣/٢٠٢٣