اللواء عباس ابراهيم مكرّما في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن
العرب نيوز (بيروت – لبنان ) كرّم المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن اللواء عباس إبراهيم كأحد حماة السلم الأهلي في لبنان وتحدث فيه ممثلو مؤتمرات وأحزاب عربية ومؤسسات لبنانية عن دور اللواء عباس إبراهيم الوطني والعربي والإسلامي والعالمي وتخلل الحفل تقديم مدير عام مؤسسة القدس الدولية ياسين حمود درع القدجس للواء ابراهيم.
افتتح الحفل رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشوّر واختتم بكلمة للمكرّم اللواء عباس إبراهيم، وحضره النائب عدنان طرابلسي، والوزراء والنواب السابقون بشارة مرهج وعبد الرحيم مراد، وناصر قنديل، وزاهر الخطيب سفير فلسطين في لبنان الأستاذ اشرف دبور وعلي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني فادي مارتينوس رئيس بلدية قرطبا، رئيس اتحاد بلديات جبيل وحشد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية وممثلي الجمعيات والفصائل اللبنانية والفلسطيني
بشور: اللواء ابراهيم ادرك أن الامن رؤية سياسية
القى رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور كلمة جاء فيها: “بين كل حفلات التكريم التي تقام للواء عباس إبراهيم على امتداد لبنان حرصنا ان يكون حفلنا في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن له طابع وطني جامع وعربي واسع، لأن التكريم لا يكون للمسؤول في بداية تسلمه مناصب عليا، بل بعد انتهاء ولايتهم، لأن التكريم على المواقف والانجازات وليس على المنصب.
من هنا يأتي تكريمنا للواء عباس إبراهيم في انتهاء مهامه كمدير عام للامن العام تكريماً لدوره وجهوده وانجازات قام بها، آملين ان يستكمل مهامه الوطنية والقومية التي لا تكون محصورة بموقع أو منصب.
وتحدث بشور عن أمرين الأول أن الرجل أدرك أن أمن الوطن ليس مجرد إجراءات أمنية لمواجهة أزمات، بل هي أيضا رؤية سياسية، وربما فكرية، تستبق وقوع أزمة وتسعى لمنع حصولها.
والأمر الثاني هو عروبة اللواء إبراهيم التي ترجمها عبر كل مهماته، بعلاقة وثيقة بالاخوة الفلسطينيين حيث نجح ليس فقط في تطوير العلاقات اللبنانية – الفلسطينية فحسب، بل في معالجة أزمات والصراعات داخل البيت الفلسطيني، بل عروبة تميّزت في تسهيله لكل مبادرة ذات طابع عربي تنعقد في لبنان، من المؤتمرات إلى الملتقيات إلى المبادرات إلى الحملات مدركاً أهمية لبنان كمنصة عربية وعالمية للقضايا العادلة، وكمنارة استقطاب للآلاف من الشخصيات العربية والدولية.
مرهج: اللواء ابراهيم رفض الانسياق وراء العصبيات الضيقة
رئيس مجلس ادارة دار الندوة الوزير والنائب السابق الأستاذ بشارة مرهج قال: “عندما بدأ الانهيار الاقتصادي السياسي في البلاد وتظهّرت على الملأ معادن الرجال في الدولة المستباحة أُصيب الشعب اللبناني بصدمة كبيرة لم يتخلص منها بعد . فشعبنا كان يعرف تغلغل العصبيات المذهبية والتقاليد المافياوية التي تعيشها الدولة اللبنانية فساداً وترهلاً وتخلفاً.. شعبنا كان يعرف كل ذلك، لكنه كان يدرك بالمقابل ان حظيرة الشر ليست على قوة مطلقة وأن جماعة الخير متحصنة في مواقعها تأبى سقوط الدولة وانهيار مؤسساتها وتسعى لمقاومة الانحطاط ومواجهة الفساد وأتباعه .
من أبرز اركان هذه الجماعة اللواء عباس إبراهيم الذي رفض الانسياق وراء العصبيات الضيقة وآفاتها وتحالفاتها وآثر أن يكون حصة الشعب في أروقة الدولة وصورة الدولة العادلة المتوازنة بين الناس، يذود عن مؤسساتهم التي كلفت دموع العين مدافعاً عنها في الملمات المقيمة، مطلاً على المراجع والمواقع في ، الداخل والخارج، بثقة وتواضع حتى استقرت عليه أنظار الناس تطلب منه حقوقها المهدورة في غياهب الدولة وكهوف العصاة، وتطلب له القوة والسلام كي يسطع في سمائنا الحزينة وينتصر مع شعبه ورفاقه على المآسي والويلات التي إبتدعها سلطان المال والتبعية والانكسار، عبر نضال لا يهدأ في البيت المعلق على خشبة ، كما في المدى المُستعر، صوناً لإشراقة لبنان وإضراماً لجذوة الأمل في صدور شبابه”.
حافظ: اللواء ابراهيم صاحب الصبر الاستراتيجي
والقى الدكتور زياد حافظ القى كلمة أصدقاء المكرّم اللواء عباس ابراهيم وجاء فيها: “أن أكونَ من يُلقي كلمة نيابة عن أصدقاء اللواء عبّاس إبراهيم شرفٌ لي قد لا استحقُّه. كما أن إنصافَ المكرّم ببضعة دقائق مهمة مستحيلة. فماذا يمكننا أن نقولَ بحق تلك القامة الوطنية والقومية؟ فالقوى الشعبية القومية والوطنية اللبنانية تجتمع اليومَ لتقدير عطاءَ ذلك الرجل وهو يستحق كل ذلك وأكثر.
فمن أُعطيت له الفرصةُ للتعرّفِ على تلك الشخصيةِ البارزةِ في المشهدِ اللبناني والعربي يجدُ صفات عديدة نادرا ما تجتمع في شخص واحد. فهو العالم بالظواهر وخفايا الأمور، وهو صاحب الصبر الاستراتيجي المالك للبوصلة الوطنية والقومية، وهو الحريص على القيم والموروث التاريخي الذي يعتزّ به ونحن معه، وهو الساهر على أمن اللبنانيين وهو الرجل الدمث والودود، وهو الذي أعطى للمسؤولية معناها الحقيقي”.
الخطيب
وشارك في الحفل أيضاً بكلمة الوزير السابق ورئيس رابطة الشغيل زاهر الخطيب محيياً هذه المبادرة ومذكراً بالمواقف الوطنية والقومية الشجاعة للواء إبراهيم معلناً أنه بصدد إعداد مجلد خاص لهذا الحفل وبكلمة اللواء إبراهيم الهامة.
كلمة اللواء عبّاس ابراهيم
الصديق ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن ورئيس المنتدى القومي العربي الاستاذ معن بشور،
الأصدقاء أعضاء المركز والمنتدى،
السادة الحضور المحترمين،
شرفتني دعوتُكُم التكريمية لي، وسطَ طرحِ عنوانيّن سياسيين كلاهُما على صلةٍ وثيقةٍ بحاضرِ لبنانَ المُربَكِ دوما بحوادثِ الماضي. ولا أُخفي عنكم سرّا أنّ قلقا ساورني للحظات وانا أزمعُ مقاربتَهُما كتابياً. يتمثلُ العنوانُ الاولُ بذكرى حربِ 13 نيسانَ التدميريةِ واعتبارِها يوماً للسلم الوطني، ويتناول العنوانُ الثاني هويةَ لبنانَ العربية، وانا أقفُ اليوم وسط نخبةٍ من رجالِ الفكرِ الذين دافعوا عن هذه الهوية التي أقرّ نهائيتَها اتفاقُ الطائفِ، معطوفةً على نهائيةِ الكيانِ اللبناني حيث يعيش اللبنانيون كمواطنين متساوين مخلصين بولائِهم للوطن.
أرست هاتان البنيتان الرئيسيتان في الكيان ِالسلمَ الذي لم يزَعزِعهُ سوى تحريكُ بعضِ المخاوفِ والحساسياتِ الطائفية والبحثِ في التناقضات، من اجلِ تغذية هوياتٍ متشرذمة تنمو من الانقسام وتسوؤها الوحدة.
إن مقاربةَ ذكرى 13 نيسانَ المشؤومة استناداً الى رواية “بوسطة عين الرمانة” تحمل التباسا عند اللبنانيين، وإذ كانت الدعوةُ لاستذكار هذا اليوم مُستَحَقٌةً من مدخل اعتباره يوماً للسلم الوطني، إلا أنّ نكأ الانفجارِ الوطني في ذاك اليوم لم يُسهِم ببناءِ وطنٍ ودولةٍ، وهذا البنيانُ لا يستوي إلا من خلال مراجعةٍ نقديةٍ وعقلٍ منفتح يستوعب الاختلافاتِ والتنوع.
إن التأملَ في ذلك اليومِ الحزينِ من تاريخِ لبنان قد يكون مُفيداً في ظلِ الاوضاعِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والإجتماعيةِ الراهنة. ولعلّ استعادةَ ذكرى هذا الماضي الأليم هي ضروريةُ للخروجِ من وهمِ المشاريعِ التي تتنافى مع مصلحةِ اللبنانيين بالعيش بكرامةٍ وأمنٍ على ارضِهم، والانطلاق إلى آفاقٍ فكرية وسياسية أكثرَ رحابةً في فهم معنى العيش المشترك، ودحضِ الافكارِ المدمّرة لمن يسوّق منطقَ الوطنِ المقسّمِ والمشرذم.
من غير تعميمٍ، تعلنُ بعضُ المكوّناتِ في لبنان بصراحة ٍعن الرغبة بالعيش ضمن صوامِعَ طائفيةٍ، متناسيةً أنّ التقوقعَ الطائفيَ انفجر يوماً بذاتِه إبانَ اعوامِ الحربِ.
انفجر لبنانُ في الماضي بسبب ارتباط تناقضاتِه الداخلية بمصالحِ الخارج. والمُقلقُ أننا نعيشُ راهناً لحظةً مُشابهةً، إذ فقدتِ المؤسساتُ الدستوريةُ دورَها نتيجةَ استدعاءِ الخارجِ، الذي ما كان صالحاً يوماً إلا للإستقواء على الشريك في الوطن.
وها نحن نُشاهد تجرُبةً مماثلةً في الظروفِ والوقائعِ، معتقدين عن وهمٍ أننا سنتلقى نتيجةً مختلفةً. ما من دولةٍ مؤثرة إقليمياً ودولياً إلا وتتدخلُ في كل شاردةٍ وواردة، وهذه مسؤوليةٌ تقعُ على اللبنانيين جميعُهم، إذ يرتضون إستقلالاً منقوصاً.
طالما شكلت مشاريعُ الغلَبةِ الخارجيةِ أحدَ أسبابِ الإنفجارِ الداخلي مع كل تغيّرٍ في موازين القوى واحجامِها. والسيءُ أنَ ما يحصُلُ عندنا إنما يجري في لحظةٍ يتبدلُ فيها العالم ويتغير نحوَ آخرٍ مختلفٍ تماماً عما كان سائداً منذ تسعينياتِ القرنِ الماضي، فيما لا يزالُ الجميعُ على تصلبِهم غيرُ آبهينَ لأهميةِ إنقاذِ البلدِ سريعاً.
لم تكن الحربُ المشؤومةُ لتقعَ بوجودِ وحدةٍ وطنيةٍ فعلية. ولم تكن المآسي لتنسحبَ على كلِ لبنانَ واللبنانيين لولا وجودِ تناقضاتٍ داخلية جدية بلغت حدَ الصراعِ على جنس الملائكة، فكان ما كان من جنونِ الحربِ التي اعتقد قادتُها عن خطأٍ جسيمٍ أنَ القتالَ والقتلَ هما فعلُ تغييرٍ بنّاء.
ولعل الحربَ استمدّت وقودَها من الفقر وأحزمةِ البؤسِ، وها نحن نعيش مُجدداً إنهياراً إقتصادياً لا قعرَ مرئياً له حتى الساعة، وأسبابُه عديدةٌ، تبدأ بعدمِ وجودِ اقتصادٍ منتجٍ، وتنتهي بلاعدالة إجتماعية وما بينهُما من فسادِ التوظيفِ السياسي والطائفي.
يتطلب المستقبلُ الآتي رجالَ دولة يفكرون بأجيالٍ لم تولد بعد، لا بحساباتٍ إنتخابية ضيقة. كما يستوجب عقولاً حكيمةً ومتزنةً تسعى إلى الحوار الجدي لا التلهي وشراءِ الوقت بانتظارِ هذا الخارجِ أو ذاك. وهذا يستدعي أيضاً وأيضاً عقولاً تُسقِط أوهامَ المُغامرةِ وتوخي حروبٍ جديدة. لن يقفَ هذا العالمُ معنا، سواء أكان شرقيا أم غربيا إذا لم نقف مع أَنفُسِنا وذواتِنا باحثينَ بعمقٍ عن كيفيةِ بناءِ دولةٍ قويةٍ وعادلة.
السادة الحضور،
لا يتسعُ لقاؤُنا اليوم لقراءةٍ نقدية ٍعميقة لتجربة 13 نيسان التي تبقى ضرورية جداً وترتّب مسؤوليةً على كل من خاضها، وكذلك على من نجا من مصائبِها، وأخصُ بالذكر الشاباتِ والشبابَ الذين عليهِم التعلمُ من الماضي عوضَ السقوطِ في حروبِ الشتمِ المُتبادل والعُنفِ اللفظي عبرَ وسائلِ التواصلِ الإجتماعي.
وإذا كانت عروبةُ لبنانَ جزءًا من صراعِ الماضي البغيض، فإن العروبةَ حُسِمَت بإجماعِ اللبنانيينَ على اتفاقِ الطائفِ الذي يبقى نصاً غيرَ مقدسٍ ويمكن تطويرُه إنما وفقاً لوعيٍ ديموقراطي مسؤول يحفظُ لوثيقةِ الوفاقِ الوطني ما وفرتهُ من ضماناتٍ للطوائفِ عبرَ مجلسِ الشيوخ، وللمجتمع المدني عبر انتخابِ مجلسِ نوابٍ من خارجِ القيدِ الطائفي.
إن عروبةَ لبنان ليست محلَ نقاشٍ، فهي من طبيعةِ لبنانَ ومحيطِه من الأشقاءِ والأخوةِ، وخصوصاً ونحن نواجهُ عدواً من طبيعةٍ سرطانيةٍ هو بالتعريف العدوِ الإسرائيلي، الذي يستوجب لمواجهتِه وعدوانيتِه على لبنان في البرِ والجوِ مقاومةً قويةً وصلبةً صار من المهم ِ جدا الاستجابةُ لضرورةِ الذهاب معها الى استراتيجيةٍ دفاعيةٍ في اطار التنسيقِ والتعاونِ بينها وبين كلِ عناصرِ القوّةِ في الدولةِ والمجتمع بأكمله، لتصبحَ أكثرَ مناعةً على المستوى الدّاخلي.
السادة الحضور،
أنتم طليعةُ العروبة ِالمناضلةِ دفاعاً عن الحقوق العربية العادلة وفي مقدمِها فلسطينَ التي تُذبح وشعبَها يومياً، ناهيك عن انتهاكِ المقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ والتاريخية، لكم حقُ الإعترافِ بجهودِكُم الحثيثة التي بذلتُموها على مدى عقودٍ لتحرير العروبةِ من أيةِ قيودٍ إيديولوجيةٍ وجعلِها هويةً حضاريةً إنسانيةً منفتحةً على الحوارِ مع الجميع.
إن نجاحَكم المديدَ والمتراكمَ برهنَته الأطرُ الفكريةُ والمؤسساتيةُ التي انشأتُموها وجمعت نُخباً ومناضلينَ من هوياتٍ متنوعةٍ من مسلمينَ ومسيحيينَ، وهذا ما كان ليحصُلَ لولا أنكم ومنذ البدايات كانت لكم الريادةُ في الإنفتاحِ الفكري والحضاري.
ختاماً، أشكر لكم جميعاً حضورَكم، والشكرُ موصولٌ لحفلِكم التكريمي الذي يُشرفني ويُسعدني”.
المصدر: مصدر دبلوماسي
#العرب_نيوز ” أخبار العرب كل العرب “