منتدى المؤسسات العربية : فرصة بقيمة ترليوني دولار لقطاع العمل الخيري تلقى دعماً كبيراً في منتدى المؤسسات العربية
العرب نيوز( دبي – الإمارات العربية المتحدة ) عَقَد منتدى المؤسسات العربية، وهو منصة مكرسة لتحسين ممارسات العطاء وآثارها في المنطقة، اجتماعه السنوي في الجامعة الأمريكية في القاهرة ما بين 11 و13 سبتمبر 2023، وأتاح للقادة والممارسين والداعمين من القطاع فرصةً ممتازةً لتبادل الآراء والخبرات، وحضر الاجتماع ممثلون من منظمات رائدة منها مؤسسة صالح عبد الله كامل الإنسانية، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، ومؤسسة الملك خالد، وشركة الهلال للمشاريع، ومبادرة بيرل، ومؤسسة الملك حسين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومؤسسة فورد، والفنر، ومنظمة أنقذوا الأطفال.
وفي الكلمة الافتتاحية لبدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية لدى كوب28، أكد جعفر المقومات والإمكانيات الهائلة التي تتميز بها الأعمال الخيرية العربية وقدرتها العظيمة على تحريك الابتكارات الاقتصادية والاجتماعية واسعة النطاق فقال: “نحن الآن على أعتاب مرحلة تاريخية نستعد فيها لتوظيف الإمكانيات الهائلة للقطاع الخيري العربي في تحقيق تغييرات اجتماعية ضخمة، ورغم أن منطقتنا تواجه تحديات صعبة كالفقر والبطالة وتغير المناخ والعدالة الاجتماعية وتمكين المرأة، نحن في الواقع نمتلك الموارد والأدوات والقدرات الإبداعية اللازمة للتفوق على هذه التحديات – والقطاع الخيري من أجدر وأكفأ القادة لهذه المهمة.”
يكمن في أسواق النمو العالمية مقومات مذهلة وهي تشكّل أكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، هذا بالإضافة إلى ثروات بقيمة 30 ترليون دولار تقريباً ستنتقل إلى الجيل التالي في السنوات المقبلة، وفي الشرق الأوسط بالتحديد، من المتوقع أن تنتقل ثروات بقيمة ترليون دولار إلى الجيل التالي في السنوات الست القادمة. تجتمع هذه العناصر لتجعل من أسواق النمو العالمية محوراً للأعمال الخيرية الاستراتيجية والابتكارات الاجتماعية، ومن هذا المنطلق، أبرز جعفر الحاجة إلى تدخلات جماعية متعددة الخطوات والجهات لتحقيق تغييرات اجتماعية ضخمة، تنبثق من أطر تعاونية متينة تضم أفراداً وعائلات وشركات وحكومات.
وشدد جعفر في حديثه أيضاً على ضرورة تأسيس بنية تحتية قوية للقطاع الخيري، وأشار إلى أهمية تفعيل جميع الشبكات المعنية بذلك وتسيير الأنظمة الداعمة لها وتحسين ممارسات الحوكمة عبر هذا القطاع والاستعانة بالبيانات والأدلة المثبتة، وفي هذا الصدد قال: “إن التغيير الشامل ليس هدفاً يمكن تحقيقه بمجهود فردي، بل هو ثمرة جهود جماعية منسقة تساهم بها الجهات الخيرية والحكومات والأعمال والمجتمعات المدنية. وبالتحالفات والشراكات المثمرة، سننجح في تعزيز بصمتنا وتوسيع آثار مبادراتنا وتعزيز نتائجها.”
وتطرّق جعفر في مداخلته إلى المزايا والإيجابيات الاقتصادية التي تنتج عن الاستثمار في تنمية المرأة، مشيراً إلى أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يحصد 7 تريليونات دولار أمريكي كل عام على أقل تقدير نتيجة لتمكين المرأة بسد الفجوة بين الجنسين في قوى العمل، وقال: “علينا أن ندرك القيمة الاقتصادية الكبيرة للاستثمار في تمكين المرأة، ولكن من المهم أن نراعي أيضًا أن للمرأة العربية تجارب وتحديات فريدة شكّلتها البيئة والاعتبارات الثقافية الخاصة بهذه المنطقة. لذا، من الضروري للمبادرات المعنية بهذا الشأن أن تُبنى على هذا الواقع وأن تطمح بالنتيجة إلى تحقيق المساواة والشمول.”
وتأكيداً على حاجة القطاع الخيري إلى تدابير وأنظمة حوكمة فعالة، ألقى جعفر الضوء على أهمية اكتساب ثقة الشركاء المجتمعيين وواضعي السياسات والعامة، وتحدث في هذا الخصوص عن برنامج الحوكمة في القطاع الخيري الذي تنفذه مبادرة بيرل ودوره المؤثر في التشجيع على تبني أفضل معايير الحوكمة وممارساتها في القطاع الخيري في منطقة الخليج.
وناقش جعفر، الذي عُيّن ممثلاً خاصاً للأعمال التجارية والخيرية لدى مؤتمر كوب28 ورئيساً للمنتدى المناخي عن الأعمال التجارية والخيرية في المؤتمر، ضرورة مساهمة الجهات الخيرية في تسريع التمويل من القطاعين الخاص والحكومي لضمان توفير تريليونات الدولارات اللازمة لتحقيق أهداف التأقلم مع تغير المناخ والحد من آثاره.
وأضاف جعفر: “القطاع الخيري قادر على توظيف رؤوس الأموال باستراتيجية ومرونة وصبر، وبصورة قادرة على التصدي للمخاطر والاستفادة من رأس المال الخاص والحكومي لتحقيق أفضل الآثار والنتائج وتوفير تريليونات الدولارات اللازمة للتمكن من التأقلم مع تغيير المناخ والحد من آثاره.”
كما تطرق جعفر في حديثه إلى منتدى الأعمال التجارية والخيرية لدى كوب28 المقرر انعقاده في 1 و2 ديسمبر، الذي سيجمع أكثر من 500 من الرؤساء التنفيذين وقادة القطاع الخيري وواضعي سياسات من حول العالم لاستطلاع أفضل السبل لتحريك الجهود الجماعية المشتركة في مجالات مثل تسريع انتقال التكنولوجيا الخضراء، وإزالة المخاطر من الاستثمار في المشاريع الخضراء عن طريق التمويل المختلط، وإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات المناخية والطبيعية، ودعم الدول الأكثر عرضة للتضرر بآثار المناخ لبناء مستقبل أكثر مرونة واستدامة.