الوزير آل الشيخ:التصريح بالحج.. تنظيمٌ دقيق لضمان سلامة الحجاج وحسن سير الشعيرة.

العرب نيوز (الرياض – المملكة العربية السعودية ) د.دحمان الحدي.- مع اقتراب موسم الحج لعام 1446هـ، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تقديم خدمات متكاملة لضيوف الرحمن، تضمن لهم أداء نسكهم في أجواء آمنة ومنظمة. وتأتي إجراءات استخراج تصريح الحج كركيزة أساسية في هذا التنظيم، ضمن جهود المملكة لضمان انسيابية الحركة داخل المشاعر المقدسة والحد من التجاوزات التي قد تؤثر على الحجاج أنفسهم.
وفي إطار هذه الجهود، أصدر معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، توجيهًا إلى خطباء الجوامع، يقضي بتخصيص خطبة الجمعة بتاريخ 18/11/1446هـ لتوعية المصلين بأهمية الالتزام بالحصول على تصريح الحج، والتأكيد على عدم جواز الذهاب إلى الحج دون تصريح، وذلك وفقًا للتعليمات والأنظمة المنظمة لهذه الشعيرة المقدسة.
وتُشدّد الجهات المعنية على أن الالتزام بأنظمة الحج ليس مجرد إجراء إداري، بل هو جزء من تعظيم هذه الفريضة المباركة، إذ قال الله تعالى:
_”ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”_.
وفي ذلك تأكيدٌ على أن الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي وضعتها السلطات المعنية لحماية الحجاج وضمان راحتهم، هو تطبيق عملي لمفهوم تعظيم الشعائر، مما ينعكس إيجابًا على تجربة الحاج ويضمن أداءه للمناسك بكل يسر وأمان.
ومن منطلق تحقيق المصلحة العامة وتنظيم أمثل لهذه الفريضة، أكدت الجهات الشرعية على أن مخالفة إجراءات التصريح للحج تُعد تجاوزًا لأوامر ولي الأمر، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى ضمان راحة الحجاج وسلامتهم. وقد ورد في القرآن الكريم:
_”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ”_.
كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
_”مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي”_.
ولا تقتصر آثار مخالفة أنظمة الحج على الحاج المخالف فحسب، بل تتعدى إلى تعطيل الخدمات، زيادة الازدحام داخل المشاعر المقدسة، وتأثير سلبي على عمل الجهات الأمنية والصحية المسؤولة عن سلامة الحجاج. ومن هنا تأتي دعوة العلماء والخطباء إلى توعية الأفراد بأن مخالفة هذه الأنظمة تتسبب في ضرر بالغ، وهو أمرٌ نهى عنه الشرع، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
_”لا ضررَ ولا ضِرارَ”_.
وفي الختام فإن إجراءات الحج وتنظيمه تُعد من أبرز الجهود التي تضعها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، وهي تهدف إلى توفير أقصى درجات الراحة والأمان لهم خلال أدائهم للمناسك. وبهذا، فإن الالتزام بتعليمات التصريح ليس فقط واجبًا قانونيًا، بل هو أيضًا مسؤولية دينية وأخلاقية يجب أن يلتزم بها كل من ينوي أداء هذه الفريضة العظيمة.