د.عمار برو: الى الشرفاء الذين يبحرون باتجاه غزّة!
العرب نيوز ( رؤوس – أقلام ) بقلم د.عماد برو – إلى الذين لا يشبهون الناس… إلى الأحرار الذين ركبوا البحر لا بحثًا عن مجد، بل وفاءً للحق ولقضية فلسطين، وتحديدًا لغزّة..
إلى من ارتدوا قلوبهم دروعًا، ومضوا في بحرٍ لا أمان فيه، لا ليثبتوا بطولة، بل ليعيدوا للبطولة معناها الإنساني النقي…
إلى أولئك الإثني عشر، الذين غادروا أوطانهم بحثًا عن وطنٍ محاصر، ليس لهم فيه بيت، ولا قريب، ولا مصلحة… فقط ضمير حي، وعدالة تؤرق النوم، وإنسانية تقاوم الصمت والخذلان…
أنتم لستم مجرد نشطاء، أنتم مراياٌ تعكس وجه العالم الحقيقي… أنتم الصوت حين يخفت الصوت، والنور حين يعمّ الظلام، وأنتم اليد التي لا تخاف أن تمتد نحو الجرح، مهما كان البحر عميقًا والاحتلال مجرمًا.
يا غريتا، ريما، ثياغو، ياسمين، شعيب، ريفا، بابتيست، باسكال، سيرخيو، مارك، عمر… أنتم أسماء لن تُنسى، وأنتم من كتب على صفحات البحر سيرة أحرار العالم، بمداد من شجاعة وصبر وإيمان لا يُقهر.
“مادلين” ليست مجرد سفينة، إنها قارب نجاة للضمير الإنساني في هذا العالم المتبلد… تحملكم وتحملنا، وتحمل معكم أمل شعب يُذبح يوميًا على مرأى ومسمع من عالم أصمّ.
من على اليابسة، قلوبنا تبحر معكم…
أعيننا لا تنام، ترقب صمودكم بكل فخر وخوف وأمل…
أصواتنا تسبقكم إلى العالم، تحكي عن بطولتكم، عن قصة الإنسان الذي لا يزال يؤمن أن الدفاع عن المظلوم واجبٌ لا رفاهية.
فليعلم المحتل أن “مادلين” تقترب…
وليحفظكم البحر، وتحرسكم الدعوات، ولتكن هذه الرحلة بداية لصحوة الضمير، لا نهايته…
أنتم لنا كالأمل في زمنٍ ضاق بالأمل.