لن أحضرَ القيامة.
العرب نيوز (شعراء ) بقلم انور مغنية – لن أحضرَ القيامة.
لم تنتهِ الحصى…
ولكنَّ قلبي انتهى…
لم تنتَهِ الكلمات…
لكنَّ روحي تكلَّمَت….
فعليَّ أن أصمتَ…..
إنتبهتُ إلى دماءِ قلبي …
رفعتُ عيوني…
وجدتُ فتاةً من بعيدٍ
تلمَحُ من شرفتها جرحي ….
فلم تعُد عيوني لجرحي ….
شرفتها كانت تمتلك كلّ القمر…
كمان كان خصرُها
يملكُ كلَّ الغجَر….
عزَلَها الليلُ … فاتكأت على حائطٍ
يُثني قدَمَها عليه…
تركضُ كلُّ الحيطان…
باتجاه ضهرها..
أقبَلُ الجمرَ إن كان خصرها….
مرَّت على عيوني..
مرَّت على جرحي…
جاءت مثقلة بعيونها. …
فمن يحملُ عنها تلك العيون…؟
حين رأيتُ عيونها. .
غفى قلبي….
وكلُّ من نامَ على قلبها…
سَهِرَت عيونه….
وَصَلَت عيونُها لجرحي …
تمتَمَت روحي :
“اجلبي لعيونك نبيّاً ….
لأنَّهُ لا يقوى عليها أحد.”
كما كان الحائطُ يُثني ضهرها
كان الحزنُ يثني صدرها…
شاهَدَت الدماء من عيوني…
وشاهدتُ من عيونِها قلمي …
عيونٌ يتيهُ فيها نبيٌّ عن وحيه…
كنتُ أُرَتِّلُ جمالها.
وكان جرحُها يُرتِّلَني….
كانت جميلة أكثرَ من جنَّتها..
بل هي جنَّة بكلماتي…
كانت تستطيعُ ..
أن تُسمي الله باسم آخر….
دون أن تخدِشَ عِلمُ الكلام …..
دون أن يزعلَ قدِّيسٌ….
كانت لا تُريدُ لقلبها وطناً….
اكتفَت بشالٍ يوطِنُ كتفيها. .
وبنقابٍ يشيلُ عيونَها …
لذا العشقُ الذي لا يبدأ بصمتٍ…. مُتَّهَم….
إلهي….
إن أخذتَ عِشقي…
أخذتَ إيماني…
ولن أحضُرَ القيامه…..