مانديلا.. نموذج النضال السلمي!
العرب نيوز ( رؤوس – أٌقلام ) بقلم والكاتب الكويتي علي عباس النقي – سيبقى زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا رمزاً من رُموز الحُرّية والنضال والسلام والمُصالحة، ومعلماً خالداً في الذاكرة، فقد سطر تاريخ بلاده بأحرف من نور بفضل كفاحه السلمي ضد ويلات سياسة الأبارتيد العُنصرية التي عانى منها السُّود والسُّكان الأصليين، لا سيّما قبائل الزولو.
ولا شك أن أسلوب المقاومة (السلبية) الذي سلكه في مكافحة التمييز خير دليل على إمكانية تحقيق النصر والغلبة على قوة السلاح والجيش ومُواجهة تيار العنف، فقد قضى قُرابة 27 سنة في سجون جزيرة روبن ضمن نطاق مدينة كيب تاون لأجل قضيته المصيرية دون أن يستسلم أو يرضخ للمُساومات والإغراءات، ومع مرور الوقت فشلت الأقلية الحاكمة في إستمرار تطبيق الفصل وقاطعتهم غالبية دول العالم، فخرج من سجنه مُنتصراً مرفوعاً على رؤوس الأشهاد، بل وترشح للإنتخابات الرئاسية المُتعددة والمُمثلة لكل الأعراق، وأصبح أول رئيس أسود عام 1994 ، وركّز جهوده على تفكيك إرث نظام الفصل العُنصري المُؤسساتي وتعزيز العدالة وُحاربة الفقر، ثم تولّى لاحقاً قيادة ملف تنظيم بطولة كأس العالم في القارة السمراء لأول مرة حيث لم يسبق لأي دولة بها أن حظيت بذلك الشرف، ونجح بالفعل في كسب دعم المجتمع الرياضي الدولي عندما تم التصويت لبلاده، وخرجت البطولة عام 2010 بأزهى صورة! .
ومع ذكرى خروجه من السجن في 11 فبراير 1948 نستذكر رحيل هذا الرجل الذي ستظل أعماله تُدرّس في مدارس الحرية، وتاريخه نبراساً للباحثين عن النضال السلمي، وهو القائل: “لا يوجد إنسان وُلد يكره إنساناً آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه.. الناس تعلمت الكراهية وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية إذاً بإمكاننا تعليمهم الحب .. خاصة أن الحب أقرب لقلب الإنسان من الكراهية”.