مخبر فلسفة علوم وتنمية بالجزائر يُـناقش إشكالية المقروئية بجامعة وهران 2

العرب نيوز ( وهران – الجزائر ) بقلم آمال إيزة – أجمع أساتذة وطلبة و باحثون و فاعلون بالمُجتمع المدني على ضرورة تحـفيز الطلبة و التلاميذ على القراءة و المطالعة نظرا لما تشهده الساحة الثقافية من تراجع بنسبة المقروئية ناهيك عن حديثهم عن قلة الدراسات الميدانية التي تعنى بإشكالية المقروئية بالجزائر وقلة المعلومات الإحصائية المتعلقة بهذا الأمر و التي تساعد على تشخيص الواقع ما أكدته الأستاذة و الباحثة شنافي فوزية التي قدمت دراسة ميدانية سبر آراء خاصة بالمقروئية بكلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية , جاء هذا على هامش اللقاء العلمي بمناسبة يوم العلم 16 أفريل الذي نظمه مخبر فلسفة علوم وتنمية بالجزائر تحت إدارة أ. د محمدي رياحي رشيدة
بالتعاون مع صفحة أرسام وهران و بوابة التاريخ الجزائري و دار ابن النديم للنشر و التوزيع و الجمعية العلمية صناعة الغد وهران و النادي العلمي ” الطموح 1 ” و العيـــــــــــادة النفسيــــــة و الأرطفونية وهران حيث احتضنت المكتبة المركزية لجامعة وهران 2 ببلقايــــد هذا النشاط الذي شهد العديد من المداخلات القيمة نذكر منها مداخلة الدكتور فيدمة عبد الحق الذي تحدث عن أزمة القراءة و تدني المقروئية في الجامعة الجزائرية ومنح الحضور العديد من الأمثلة الحية أهمها صعوبة الحصول على كتب بالأخص تلك المتعلقة بالتخصص و إن وجدت سعرها ليس في متناول الجميع , النظرة التقزيمية للعلم حيث أن الفكر المادي طغى إنتشار بعض الأفكار السلبية التي انتقلت من المجتمع إلى الجامعة وقدم كذلك إقتراحــــات تم إدراجها بالتوصيات كما عرج الدكتور موفق الجيلالي مدير دار النديم للنشر و التوزيع عن المشاكل التي تواجه الناشر بالجزائر بالأخص ما تعلق باستيراد الكتب وفرض ضريبة الرسم على القيمة المضافة وغيرها وهذا ما يتسبب في غلاء أسعار الكتب وتراجع الإنتاج الفكري و اعتمادهم على الترجمة لأنهم وجدوا أنها مطلوبة بكثرة و في رصيد الدار 300 إصدار و أكثر من 70 كتاب مترجم على المستوى الوطني و الدولي , كما قدم الباحث خماس مختار مداخلة قيمة حملت عنوان : ” الكتاب و أزمة المقروئية بين الناشر و القارئ – الكتاب الفلسفي أنموذجاً – و التي تطرق من خلالها إلى عدة نقاط مُهمة تبرز أسباب تراجع المقروئية منها الدافع النفسي و الحالة الاجتماعية وكذلك تأثير التنشئة الاجتماعية وعدم تشجيع المحيط و العائلة على القراءة إلى جانب تحدثه عن مشاكل النشر وغلاء الكتب وعدم إهتمام الجهات الوصية بدعم هذا القطاع منوها أنه بالستينات كان الكتاب معفى من الضرائب و عرّج كذلك على مشكل التوزيع مشيرا أن القراءة فعل حضاري ومؤشر يدل على مدى تقدم الأمم , كما أشار نائب مدير مكتبة مركز التوثيق الاقتصادي و الاجتماعي عواب عمر في كلمته إلى أهمية الكتاب و القراءة وكيف تسعى مكتبتهم لتوفير مختلف المراجع وتتم برمجة الرمز المتعلق بالكتاب و الكلمات المفتاحية رقميا حتى تسهل على الطالب عملية البحث مع توفير الجو الملائم لذلك فضلا عن توفير الكتاب الرقمي إلى جانب الكتاب الورقي وقد نوه بضرورة مساعدة وتحفيز الأساتذة لطلبتهم و تشجيهم على القراءة .
كما أكد بن يوب إسماعيل صاحب صفحة أرسام وهران من خلال مداخلته المعنونة ” أسباب إنخفاض و تدهور المقروئية بالجزائر و كيفية النهوض بكلمة إقرأ ” أن تدني نسبة المقروئية في الجزائر راجع لعدة أسباب من بينها غياب المادة العلمية في البحث كالمصادر و المراجع خاصة المواضيع المتعلقة بالتاريخ وحسب ذات المتحدث أغلب المراجع التي يمكن للباحث الإستعانة بها بقيت كمخطوط أي لم تحقق و تطبع بعد و بالتالي جزء كبير من الحقيقة غائب إلى إشعار آخر فرغم توفر العديد من الكتب فالمواقع الإلكترونية إلا أن للكتاب الورقي لمسة خاصة, عدم و تسهيل المهام أمام الباحث خاصة مصلحة أرشيف ولاية وهران التي تزخر بكم هائل من الكتب التي لم يطلع عليها جل الباحثين منذ فترة الإستعمار الفرنسي وقدم بعض التوصيات أهمها تغيير ذهنيات الطلبة و الباحثين فالبعض يقومون بأبحاث غير دقيقة أي تجد تشابه كبير بين مذكرات التخرج فالباحث وجب عليه تقديم الإضافة في البحث المكلف به و الإبتعاد عن ذهنية البحث من أجل اجتياز الإمتحان و التخرج, كما يجب على الدولة الجزائرية أن تقوم بدعم الكتاب لتحفيز المقروئية من تخفيضات الأسعار و دعم الكتاب مع طبعا الكتب القديمة لإعادة نشرها من جديد, دعم الأستاذ و الباحث و المحقق لتحقيق المخطوطات التي بشأنها أن تنعش المقروئية و تفيد الباحث بالمادة التاريخية التي لم تنشر من قبل, تشجيع المدارس للتلاميذ و تعويدهم منذ الصغر على القيام بخرجات ميدانية و مطالعة الكتب الورقية مع تجنب البحث العشوائي الذي أصبح معروفا بطبع مقال من مقهى الأنترنت دون أدني تعب فهذه العادة السيئة تقضي على المقروئية .
كما تجدر بنا الإشارة أن اللقاء العلمي قد تخلله معرض للكتب الذي أشرفت عليه الأستاذة الدكتورة مريوة حفيظة و الدكتورة لعمارة محامد فاطيمة المكلفة بمعرض الكتاب لدار النشر و التوزيع ابن نديم وكذلك تم تنظيم ورشات القراءة التي أطرها مجموعة من الاساتذة نذكر منهم : الأستاذة زيدان نعيمة و الأستاذة بلوافي هوارية و الأستاذ و الباحث كمال صلاي المختص بعلم الإجتماع جامعة وهران 2 و الأستاذة الدكتورة شنعة خديجة المختصة في علم التاريخ من جامعة وهران 1 و حظي اللقاء بمشاركة طلبة علوم اجتماعية من جامعة “بلحاج بو شعيب – عين تموشنت ” وطلبة قسم الفنون من جامعة “جيلالي ليابس – سيدي بلعباس -” وطلبة كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2 حيث ناقش المشاركون فحوى الكتاب بقراءات متعددة المستويات ومتنوعة الأفهام والتحليلات وقد أشار الدكتور كمال صلاي أن الورشة التي خصصت للقراءة الطلابية كمشروع جديد يضاف لأنشطة المخبر في سلسلة جديدة حملت إسم ” المُجتمع يسأل.. والجامعة تجيب” نالت إعجاب واهتمام الطلبة المشاركون وأعربوا عن حرصهم على المشاركة في مأدبات الأفكار والنقاش الجامعي الحر في باقي الفعاليات الأكاديمية والبرامج العلمية المسطرة في هذا الموسم – 2020/2021 – لاسيما استحسانهم فكرة مشاركة الطلبة في الحياة العلمية البحثية منذ السنوات الأولى للتدرج، حيث سجلنا هذا الإصرار تماشياً وسؤال النقاش الذي اختتمت به الورشة والذي ما مفاده: أي مستقبل نتطلع إليه في عالم المطالعة بالوسط الطلابي في جامعاتنا؟
وختم ذات المتحدث كلامه بكلمته المعهودة ” نلتقي لنرتقي ” منوها أن الكتاب حديقة العلماء وخاطب الأساتذة وحفزهم على الكتابة حتى يقرأ لهم الطلبة .