|
الخميس، الموافق ١٢ سبتمبر ٢٠٢٤ ميلاديا

العرب نيوز ( شعراء العرب ) بقلم الشاعرة وداد رضا الحبيب – لم يعد هذا العالم يعنيني ولا ابتساماته الواهية تغريني. لم يبقَ لي إلاّ الخيبة تغذّي لهيب الخيبات. تنمو منها جماجم تصرخ عاليا، تطرق أبوابَ النهايات وترسم نشيدَ الصّمت. يتلوّى النّغمُ الرّتيبُ الثّقيل، بكلّ نعومة يطوّق حلقي فيجهش ظلّي بالبكاء.
لم أملك إلاّ الانزواء في ركن من الذاكرة. أحمل كفني وقلمي وشظايا مرآتي. على أطراف قبّة السّماء سأنسج قصصا وحكايات آن لها أن تكسرَ قِشرةَ العدم. أنا لستُ سوى وشمٍ على باب سردابي. أحاول أن أعيد إليه شيئا من الضّياء. علّ غيري يمرّ من خلاله كريحٍ تحمل معها أناشيد الحياة.
من هنا بدأت القصّة. من هذه اللّحظة وأنا أخطّ شيئا منّي على ورقة استوْدعتُها أملي. أحاول لملمة الحروف على كفّي لأنسج طوفانا من سراب الحمام. لا تحدّث أحدا عن ألمك. أكتبه فقط. امنحه أجنحة ليحلّق عاليا. اجعله شامخا كقلعة قديمة تجاوزها التّاريخ. سيجد من يتّخذه مرفأ ليولد من جديد كآلهة لا تحيي طقوس الموت ولا تشيّد معابدَ للصّمت.
أهاجر إليّ مطلع كلّ ألم. أحدّق في العدم وأجوب السّماء وهي نائمة على خصري. أتساقط عليها كقطع من اللّيل فتفتح لي نوافذ الدهشة. أسكنها فيمضي ألمي. يهرب منّي. تركض خلفه يدي تستجدي بقاءَه في محرابي. لن يسكن الحرف من غير ألمٍ ولن تزهر الأشواك بغير موت الورود في صحراء العمر.
من ثقوب الألواح تهرول الألوان. تزور السّواد وتعيد للواقع ألوان المغيب. ربّما ذات لقاء أو ذات تلاشٍ سيحدّثنا الفراش عن حنين النّار لانهمار الماء على جسد القصيد.
ربّما ينبجسُ برعمُ الحياة من جليدِ الغياب والصّمتِ. ربّما.