العلامة د. سليم علوان : الحثُّ على الصلاة وصلاة الجماعة

العرب نيوز ( سدني – بنكستاون ) ام امين عام دار الفتوى العلامة د. سليم علوان المصلين في خطبة الجمعة في 28/ 5/ 2021 “الحثُّ على الصلاة وصلاة الجماعة
الحمدُ لله مُكوِّنِ الأكوان، الموجودِ أزلًا وأبدًا بلا مَكان، المنَزَّهِ عنِ الأينِ والشَّكْلِ والصُّورةِ والهيئَةِ والأعْضَاءِ والأَركان. الحمدُ للهِ الذي تَعبَّدَنَا بِأَداءِ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ وَجَعَلَ لِمَنْ أَدَّاهَا عَلى مَا أُمِرَ ثَوابَ خَمْسِيْنَ صَلاةٍ فَضْلًا مِنْهُ وَكَرَمًا، وَجَعَلَهُنَّ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهُنَّ رَحْمَةً مِنْهُ وَلُطفًا، وَأَفَاضَ فِيْهَا على قُلُوبِ أَوْلِيَائِهِ لَذَّةً وسَكَنًا، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا محمّدًا رسولُ الله. اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِه وصَحْبِهِ ومَنْ تَبِعَهُم بِصِدْقٍ وإِحْسَان.
أما بعدُ عبادَ الله، فأوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ وكَثْرَةِ ذِكْرِه، وأَحُثُّكُم على طاعتِهِ وشُكْرِه، فقد قال ربُّنا في محكم كتابه ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [سورة طه/132] .
إخوةَ الإيمان، سَنَتَنَاوَلُ في خُطْبَتِنا اليومَ الحديثَ عنِ الصلاةِ التي جَعَلَهَا اللهُ عزَّ وجلَّ أَحَدَ أَعْظَمِ أُمُورِ الإِسْلام الخمسة، حيثُ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم:” بُنِيَ الإسلامُ على خَمْس” اهـ [رواه البخاري]. وَعَدَّ مِنْهَا شهادةَ أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ مُحمّدًا رسولُ اللهِ، ثم إِقَامَ الصَّلاةِ، فَجَاءَتِ الصَّلاةُ في الْمَرْتَبَةِ الثَّانِيَةِ بَعْدَ الشَّهادتين.
وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أيضًا:” رأسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ وَعَمُوْدُهُ الصَّلَاة” اهـ فَهِيَ مِنْ أَظْهَرِ مَعَالِمِهِ وَأَعْظَمِ شعائِرِه وأَنْفَعِ ذَخَائِره وَهِيَ بَعْدَ الشَّهادَتَيْنِ ءَاكَدُ مَفْرُوْضٍ وأَعْظَمُ مَعْرُوضٍ وَأَجَلُّ طَاعَةٍ وأَرْجَى بِضَاعة، خُضُوعٌ وَخُشُوعٌ، وافْتِقَارٌ وَاضْطِرارٌ، وَدُعاءٌ وثناءٌ، وتحميدٌ وتَمْجِيْد، وتَذَلُّلٌ للهِ العَلِيِّ الحميد.
عِبادةٌ تُشْرِقُ بِالأَمَلِ في لُجَّةِ الظُّلُمَات، وتُنْقِذُ الْمُتَرَدِّي في دَرْبِ الـمَظْلُمَات، وتَأْخُذُ بِيَدِ البَائِسِ مِنْ قَعْرِ بُؤْسِهِ واليَائِسِ مِنْ دَرَكِ يَأْسِهِ إلى طَرِيْقِ النَّجَاةِ، ولهذا عُنِيَ الإسلامُ عنايةً بَالِغَةً بالصَّلاةِ، فَجَاءَ في كتابِ اللهِ تعالى الأمرُ بِإِقَامَتِهَا والمحافَظَة عَلَيْهَا حيثُ قالَ تعالى ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [ سورة البقرة/238].
فَمَنْ حَفِظَها وحافَظَ عَليها بِتَعَلُّمِ أَحْكَامِهَا وَأَدَّاهَا على مَا يُوَافِقُ شَرْعَ اللهِ فَقَدْ فَازَ وَنَجَا، وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، وكانَ لِمَا سِوَاها أَضْيَع، فَعَلَيْنَا إِخوةَ الإيمانِ أنْ نحافِظَ عليها في حالِ الصِّحَّةِ والْمَرَضِ والضِّيْقِ والسَّعَةِ وحَالِ الأَمْنِ والخَوف. فالصَّلاة ُسِرُّ النَّجَاحِ وأَصْلُ الفَلَاحِ وأوَّلُ ما يُحَاسَبُ عليهِ العَبْدُ يومَ القِيَامةِ مِنْ عَمَلِه، فإنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وإنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وخَسِر. والمحافظةُ عليها عنوانُ الصِّدْقِ والإِيْمَان، والتَّهَاوُنُ بِها علامَةُ الخِزْيِ والخُسْرَان. خمسُ صَلَوَاتٍ مَنْ حافَظَ عليهِنَّ فأَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وصَلَّاهُنّ لِوَقْتِهِنَّ فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وسُجُودَهُنَّ وخُشُوعَهُنَّ كانَ له عندَ اللهِ عَهْدٌ أنْ يَغْفِرَ له وكانتْ له نُورًا وبُرْهَانًا ونَجاةً يومَ القِيَامَةِ ومَنْ لم يُحَافِظْ عليهِنَّ لم يَكُنْ لَهُ عندَ اللهِ عَهْدٌ أنْ يُدْخلَه الجنةَ ولم يَكُنْ له يومَ القِيامةِ نورٌ ولا برهانٌ وحَشَرَهُ اللهُ معَ أهْلِ الخَيْبَةِ والخُسْرَان.
عبادَ اللهِ، إنَّ فريضةَ الصلاةِ مِنْ أهمِّ فرائضِ الدِّينِ التي أَكَّدَ اللهُ أَمْرَها في جميعِ الشرائعِ وإنَّ مِنْ أَبْرَزِ أَسْرَارِ هذه العبادةِ الجليلةِ ومعانِيْها السَّاميةِ أنها بأفْعَالِـهَا وقِرَاءَتِها ودُعائِها خشوعٌ وخضوعٌ لله ربِّ العَالمين وتحقيقٌ لقُرْبِ العَبْدِ مِنْ ربّهِ القُرْب المعنويِّ، قال اللهُ سبحانه وتعالى في سورةِ العَلَقِ مُخاطبًا رسولَه عليه الصلاة والسلام ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ وقال عليه الصلاةُ والسلام:” أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِن ربِّه وَهُوَ ساجِد” اهـ [رواه مسلم].
وهيَ إيقاظٌ مُتَكَرِّرٌ للإنسانِ مِنْ غَفْلَتِهِ عنْ طاعةِ الله، وتحريضٌ لهُ على كَثْرَةِ الأَوْبَةِ والإِنابةِ إلى اللهِ سبحانه. وهيَ في الوقْتِ نَفْسِهِ تَطْهِيرٌ للقَلْبِ وتزكِيَةٌ للنَّفْسِ وتَنْقِيَةٌ للرُّوحِ وتنظيفٌ للجَوَارِحِ مِنْ لَوْثَاتِ الشُّرورِ والآثام.
وحسبُنا دليلًا على ذلك قولُه صلى الله عليه وسلم:” أَرَأَيْتُم لَوْ أَنَّ نَـهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُم يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىءٌ” قَالُوا لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىء، قال:” فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَـمْحُو اللهُ بِـهِنَّ الخَطَايا” اهـ أيِ الذُّنُوبَ الصَّغيرة، [مُتَّفَقٌ عليه]. وَنَظَرًا لأهميةِ الصلاةِ وأثَرِهَا البَالِغِ في عاجلِ أمْرِ المؤمنِ وءاجِلِه تَوَعَّدَ اللهُ جاحِدَها بالعذابِ الأليمِ حيثُ قال تعالى حكايَةً عنْ جوابِ الكُفَّارِ حين يُسألون ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ وتوعَّدَ مَنْ يُؤخِّرُها عنْ وقْتِهَا لِغَيْرِ عُذْرٍ فقالَ عزَّ مِن قائل ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾. فالإعراضُ عنِ الصلاةِ وإهمالُها إعراضٌ عنْ طاعةِ اللهِ، ولا يَخْسَرُ الإنسانُ ويَشْقَى في دُنْيَاه ويَخِيْبُ ويَهْلِكُ في أُخْرَاهُ إلا بالإعراضِ عنْ طاعة مولاهُ سبحانَه، فإنَّ تَرْكَ أداءِ الصَّلَوَاتِ الواجبةِ كَسَلًا ذنبٌ كبيرٌ يستحِقُّ مُقْتَرِفُهُ العِقَابَ الشديدَ علَيْه، وقدْ يُوْصِلُهُ إلى الكُفْرِ لأنَّ تَرْكَهَا يُؤَثِّرُ في القلب فَيَضْعُف أمامَ الشياطينِ والْمُيُولِ الخبيثةِ ومَنْ ضَعُفَ قَدْ يَصِلُ بهِ ضَعْفُهُ إلى الكُفْرِ والعِياذُ بالله، وأمَّا مَنْ ثَابَر علَيْها وأَدَّاها كمَا يَنْبَغِي فَيُؤَثِّرُ فيه ذلكَ تَحَسُّنًا في حالِهِ وبُعْدًا عنِ المساوِئ فقدْ قالَ اللهُ تبارك وتعالى ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾.
وحافظوا إخوةَ الإيمان على أداءِ المكتوباتِ جماعةً، فإنَّ في أَدَاءِهَا جماعَة سِرًّا وثَوابًا أكبر، فقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ فيما رواه البخاريُّ ومسلم:” صَلاةُ الجماعةِ أفضَلُ مِنْ صَلاةِ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ دَرَجَة” اهـ وصلاةُ الْمَرءِ العِشاءَ والصبحَ في جماعةٍ أكبرُ ثوابًا، لِمَا ثبتَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم:” مَنْ صَلَّى العِشَاءَ في جماعةٍ فكأَنَّما قامَ نِصْفَ الليل، ومَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جماعةٍ فكأَنَّما صلَّى الليلَ كُلَّه” اهـ
فبادِرُوا عبادَ اللهِ إلى أدائِها في أوقاتها جماعةً مخلصينَ لله تعالى وحَقِّقُوا كامِلَ خُشُوعِها لأنَّكم تَسْتَمِدُّونَ بها قُوَّةً وعزيمةً مِنَ اللهِ تبارك وتعالى في الثَّباتِ أمامَ الْمِحَنِ مَهْمَا اشتدَّتْ وفي مُعْتَرَكِ أزماتِ العيشِ مهما اسْتَعْسَرَتْ وتَطْرُدُونَ بها عن قلوبِكمُ الأمراضَ وتَسْتَجْلِبُونَ الرَّاحةَ لِضَمَائِركم والطُّمْأَنينةَ لأفئدَتِكُم والاستقامةَ لجوارحِكِم وهذا ما فسَّره قولُه عليه الصلاة والسلام:” أَرِحْنا بها يا بلال” اهـ أيْ أَرِحْنَا بالصلاة.
اللهمَّ اجْعَلنا مِنَ الْمُصَلِّين وثَبِّتْنَا على هَدْيِ خَيْرِ المرسلينَ والحمدُ لله ربِّ العالمين.
هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم. لسماع الخطبة انقر هنا
All praise be to Allah and May Allah raise the rank of Prophet Muhammad and protect his nation from that which he fears for them.
My brothers in Islam, may I first urge myself and you to obey Allah the Lord of the worlds, by performing the obligatory and avoiding the unlawful, and to follow the path of His honourable Prophet.
Brothers in Islam, today’s khutbah is about the importance of prayer.
The five prayers are among the best acts of worship that Muslims perform. Performing them is the best deed after having the correct belief in Allah and His Messenger. Prophet Muhammad, may Allah raise his rank, was asked about the best deed and he replied: it is performing the obligatory prayers at the beginning of their setting times (al¬-Bayhaqiyy):
Since the prayer is the most important matter of Islam after having the correct belief in God and His Messenger, one must plan his life around the prayer. It would be a great sin to neglect praying when at work if a prayer was required at that time. If a believer is shopping or waiting at the airport and there is no way to get home or to a mosque, he is still obligated to perform the prayer within its due time instead of purposely leaving it out or making it up after its due time is over. This indicates the importance of the obligatory prayer. Performing the obligatory prayer on time takes priority over other non-obligatory matters.
‘Ayah 238 of Surat al-Baqarah means: “Perform the [five obligatory] prayers”
Also, The Messenger of Allah said: “There are five prayers that Allah ordained as an obligation upon the slaves to perform. Allah promised whomever performs them properly with Paradise without prior torture. Whoever leaves them out does not have that promise and in accordance with Allah’s Will, that person may be tortured or forgiven”. Narrated by Ahmad in his Musnad.
It is obligatory to perform each of these five prayers in its due time. However, it is better to perform each prayer straight after its setting time.
Brothers in Islam,
Prayer is one of the greatest means of securing piece of mind and of eradicating crime. It is also the most effective means of teaching chastity and virtue. Ayah 45 in Surat-ul-^Ankabut means: And perform the prayer regularly for prayer restrains from unlawful and unjust deeds. Prayer is the gateway to success and prosperity, it is among the first of deeds one is questioned about on the Day of Judgment. Performing the prayer consistently symbolises honesty and truthfulness and leads to victory, forgiveness and enlightenment on the Day of Resurrection. On the other hand, neglecting the prayer is a sign of humiliation, for the one who neglects it will be assembled with Qarun, Pharoah, Haman and Ubayy Ibn Khalaf because of the magnitude of one’s sin.
Brothers in Islam, Prayer is full of blessings, mercies, and merits; it also raises one’s rank and increases one’s reward. Prophet Muhammad said: “if one is dwelling next to a running river where one is bathing five times a day, would one have any dirt left on his body?” the Companions said: he wouldn’t, then the Prophet said: “That is the example of the five obligatory prayers, whoever performs them wins Allah’s forgiveness (i.e. of minor sins) “.
Moreover, the Prophet, sallallahu ^alayhi wa sallam, encouraged performing the congregational prayer. He ordered the people to pray the five (5) prayers in congregation in a way that anyone who wants to pray in congregation with another can easily do so. When people gather in obedience to Allah, great benefits occur.
The Prophet, sallallahu ^alayhi wa sallam, said: “Performing the prayers in congregation is 27 times more rewardable than when performed individually.” (Related by Ibn Majah, at-Tirmidhiyy, and Ahmad ibn Hanbal.)
In the end, we ask Allah to make us among those who properly and regularly perform the five obligatory prayers in their due time. Ameen.