فيلم هيليوبوليس وفريق العمل يصنع الحدث ويستقطب الجمهور بوهران
العرب نيوز ( *وهران * الجزائر ) أكد المخرج جعفر قاسم على هامش نزوله ضيفا بولاية وهران مع فريق عمل فيلمه السينمائي الروائي الطويل ” هيليوبوليس” الذي يحكي أحداث ومجازر 8 ماي 1945 التي تمثل حقبة تاريخية مهمة في مسار نضال الشعب الجزائري إبان الفترة الإستعمارية على ضرورة الإهتمام أكثر بكتابة السيناريو الذي يشكل عائقا أمام السينما و لدينا نقص فادح بهذا المجال مضيفا أنه جد متفائل وسعيد بما حققه الفيلم بعد عرضه بمُختلف ولايات الوطن حيث عرض ب 21 قاعة سينما عبر 13 ولاية و ستدوم العملية تحت إشراف وزارة الثقافة و الفنون إلى غاية شهر جويلية المقبل , و يعد هذا الفيلم أول عمل من فئة الفن السابع قدمه جعفر لجمهوره الذي تعود على مشاهدة أعماله التلفزيونية بشهر رمضان الفضيل آخرها مسلسل عاشور العاشر .
هذا وقد عرض الفيلم بقاعة سينما السعادة أول أمس بحضور جمهور و عدة وجوه فنية إلى جانب الممثلين أبطال العمل نذكر منهم : عزيز بوكروني , مهدي رمضاني, سهيلة معلم, مراد أوجيت و آخرون …
وفي أجوبته على الصحفيين على هامش الندوة الصحفية التي نظمها المركز الجزائري لتطوير السينما بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة و الإعلام بفندق الروايال بوهران أشار جعفر قاسم أنه يطمح لتقديم الأفضل لجمهوره مشيرا بأنه أخذ الوقت الكافي لإطلاق العمل كون السيناريو كان موجودا منذ قرابة 12 سنة وقدم كمشروع بمناسبة الذكرى ال50 استرجاع السيادة الوطنية مضيفا في سياق حديثه أن ميزانية الفيلم تعد ضعيفة مقارنة بأعمال أخرى اقترحت وتمت الموافقة عليها , أما بشأن مشاركته بالأوسكار نوه أن العمل لم يستوفي بعد كل شروط المُشاركة لكنه بعد رجوع مهرجانات السينما التي ألغيت وتم إيقافها بسبب جائحة كورونا سيشارك بعدة مهرجانات في حين رفض المخرج عرض العمل على منصات التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب و سيكتفي حالياً بعرضه بقاعات السينما .
كما أجاب المخرج عن سؤالنا بشأن رمزية عنوان الفيلم ” هيليوبوليس” و هي مدينة بولاية قالمة و القصة مستوحاة من وقائع حقيقية جرت إبان الفترة الإستعمارية بالجزائر تلك المدينة و المنطقة كانت تضم آنذاك أكبر أفران استعملت لحرق وتعذيب البشر و أعرب جفر قاسم عن إستعداده لزيارة بعض الجامعات للقاء الطلبة وعرض الفيلم وفتح باب النقاش معهم مباشرة .
وفي ذات السياق تحدث المُخرج عن سيناريو هذا العمل الذي قدمه صالح الدين شيهاني و كيف إهتم به جعفر قاسم وأضاف لمسته الخاصة بمساعدة كهينة محمد أوسعيد وعندما تشاهد العمل تشعر أيضا بروح الفكاهة التي قدمها بشخصية صاحب المقهى الذي كان له جانب آخر بشخصيته تعنى بالنضال و الكفاح وحب الوطن إكتشفها المشاهد فيما بعد , فضلا عن النص القوي و الحوار الذي دار ما بين الإبن “مهدي رمضاني” الذي جسد دور “محفوظ “الابن المدلل الذي تحول إلى مناضل ورجل سياسة مع حزب ميصالي الحاج و استشهد بعدما أن تم إيقافه وحكم عليه بالإعدام مع زملائه من قبل السلطات الفرنسية , ووالده ” عزيز بوكروني ” الذي قدم دور سي مقداد الرجل الغني المنحاز إلى المستعمر بغرض الحماية لكن سرعان ما انقلبت الأحداث في قالب مشوق ومؤثر جدا جعل كل من كان بالقاعة يبكي من شدة التأثر وبسبب بشاعة المشاهد المُصورة التي تعكس بطش ولاإنسانية المُستعمر الذي كان يقتل ويهجر أجدادنا من مداشرهم وقراهم دون أدنى رحمة أو شفقة .
هذا إلى جانب القصة المشوقة الخاصة بتحدي سباق الخيول التي صنعت نوعا من الفرجة و التحدي و الأمل و الفرحة داخل قاعات العرض بالأخص بعد فوز ” بشير” و تفوقه على كل المتسابقين الفرنسيين , ونهاية الفيلم كانت مفتوحة وتظهر مواصلة الكفاح و النضال .
هذا وتجدر بنا الإشارة أن العرض الشرفي للفيلم تم بقاعة سينما السعادة بحضور المخرج و الممثلين يوم قبل الندوة الصحفية وقد شهد إقبالا واسعا وتم ذلك تحت إشراف وزارة ومديرية الثقافة و الفنون بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة و الإعلام و أحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية وتم التصرف فيها لتتواكب مع الإبداع السينمائي و قد صور أغلب العمل ببلدية المالح غرب الجزائر نظرا لتناسب الأماكن مع نظرة المخرج و النص و الأحداث وتم التصوير بجو عائلي تسوده الإحترافية و المسؤولية كون العمل يعكس فترة تاريخية ستبقى راسخة في أذهان الأجيال الصاعدة . إعداد :آمال إيزة تصوير : محمد سوسي