بين هجرة الامس وهجرات اليوم
العرب نيوز ( رؤوس – أقلام ) بقلم المفكر العربي معن بشور أن يختار المسلمون تاريخ الهجرة النبوية، يوماً ليكون أول أيام العام الذي بات اسمه هجرياً، هو حدث له دلالات مهمة:
اولاً : أن ربط الدعوة النبوية الشريفة بالهجره هو تأكيد على العلاقة الوثيقة بين الإيمان والجهاد، وبين العقيدة والكفاح.
ثانياً: لتذكير المسلمين خصوصاً، والبشرية عموماً، أن الرسالات السماوية والقيم السامية والمبادئ الإنسانية لا يمكن لها أن تنتصر إلاّ إذا حملها مؤمنون مستعدون لتحمّل كل أنواع الصعاب والتضحيات لينتصروا.
ثالثاً: إن دفع المؤمنين إلى الهجرة يمكن أن يصبح دافعاً لتعزيز الاحتكاك بين المؤمنين الأوائل(المهاجرون )وبيئات جديدة تنضوي مثلهم تحت لواء الاسلام (الانصار) فتزداد العقيدة بهم قوة والإيمان بهم قدرة.
واليوم إذ نحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، نرى في بلادنا هجرات، بعضها يسبّبه الفقر والجوع والاستبداد والفساد في البلاد والعباد، وبعضها سببه طرد شعوب من ارضها وممتلكاتها كما هو حال الاخوة الفلسطينيين.
في النوع الأول من الهجرات قد نرى مهاجرين يائسين من العودة إلى بلادهم أو مستمرئين العيش خارج أوطانهم، لكن هذا لا يعفيهم من أن يتذكّروا أهلهم و بلادهم فيسهموا في مساندتهم على الصمود في بلادهم.
أما النوع الآخر هو من أُجبر قسراً على مغادرة أرضهم…فهم يصنعون من هجرتهم القسرية، وبالتعاون مع شرفاء أمتهم واحرار العالم ،جسور عبور للعودة إلى وطنهم المحرّر. تماماً كما كان الأمر مع المهاجرين الصادقين الذين هاجروا مع الرسول العربي الكريم (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة المنورة في مثل هذا اليوم قبل١٤٤٣ عاماً ليعودوا إلى مدينتهم منتصرين.
فهل نستلهم المعاني العظيمة التي تحملها إلينا الهجرة النبوية الشريفة فيزداد إيماننا ايمانا، وصلابتنا صلابة، وتمسكنا بحقوقنا ، سواء كانت وطنية او قومية، اجتماعية او معيشية، سياسية اوديمقراطية ،تمسكاً
وكل عام وانتم بخير