المستشارة فتيحة قدوري : العمل الجدي والحقيقي سيبدأ بعد إختتام التظاهرة .
العرب نيوز ( الجزائر ) تغطية آمال إيزة – ابرز العناوين ” * سنشرع في عملية جرد واسعة وعامة وشاملة على المُستوى الوطني خاصة بالموروث الثقافي.
- سنركز على فئة الحرفيين المسنيين لنقل معارفهم وخبراتهم ومهاراتهم إلى الشباب .
- هدفنا من التظاهرة أن يتصالح الجزائري مع ثقافته ويُصبح اللباس التقليدي مثل العلم الوطني وجواز سفره و يمثل هويته. – هذه الأيام أو شهر التراث اللامادي الذي نظمته وزارة الثقافة والفنون يندرج في إطار سلسلة من الأعمال وهو إنطلاقة أو إشارة واضحة ومباشرة من الوزارة الوصية على أنها إستمعت واستجابت لنداءات كل الفاعلين من مجتمع مدني ومختصين ومدونين بمواقع التواصل الاجتماعي الذين دقوا ناقوس الخطر وطالبوا بحماية اللباس التقليدي وصونه كموروث ثقافي ، كونه تعرض للعديد من الاعتداءات والسرقة ونُسب إلى جهات أخرى ، والفعاليات التي ضمت هذه التظاهرة المُتخصصة ودامت شهراً كاملاً تدل على ذلك ، فمن خلال “قاعة باية” للعروض ببهو قصر الثقافة مفدي زكرياء نجد كل مناطق الجزائر حاضرة من جنوبها إلى شمالها وشرقها وغربها ووسطها في لوحات فنية تعكس رقي و تنوع الثقافات الجزائرية ، وهذا اللباس لا يأتي من العدم أو يكون وحده بل هو مرفوق بالحلي والاكسسوارات المرافقة له ، والمعرض لا يؤدي مُهمته الكاملة إلا إذا رافقه عمل علمي وهذا المُتمثل في سلسلة المُحاضرات التي نُظمت على هامش هذه التظاهرة وكانت هناك عدة مواضيع هامة أثيرت فيها من الموروث الثقافي ركزنا من خلالها على النظرة أو المقاربة التاريخية لهذا الموروث ويأتي تدخل وزارة الثقافة كحامية لهذا الموروث عن طريق التصنيف والبحث وكل الإجراءات التي تقوم بها لحمايته وطنياً ودولياً عن طريق منظمة اليونيسكو ، وشمل هذا الحدث كذلك مختلف ولايات الوطن حيث نظمت مختلف مديريات الثقافة والمتاحف التابعة لقطاعنا لقاءات خاصة بالتراث اللامادي من خلال تنظيم معارض ومحاضرات عن بعد وغيرها من النشاطات ، ونظمنا أيضا مسابقة بمواقع التواصل الاجتماعي ” الفايسبوك ” خاصة بالأطفال أحسن لباس تقليدي جزائري وقد تفاعل معنا الأولياء وشرعوا في نشر صور أبنائهم ثم يبدأ المتابعون في عملية التصويت وذلك أيضا من أجل حث الأجيال الصاعدة على الحفاظ على موروثهم الثقافي ، وتم أيضا على هامش المعرض فتح مجموعة خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي تديرها السيدة سميرة غزايلي سميت المجموعة ” خيط الروح” وهي تضم كل الحرفيات المشاركات وسجلنا تجاوباً وتفاعلاً إيجابياً من قبل المُتابعين.
أما العمل الجدّي والحقيقي فسيبدأ بعد إختتام هذه التظاهرة من خلال عمل بحثي وعلمي وأكاديمي وأملنا كبير في أطياف المجتمع المدني الذي تفاعل مع التظاهرة قبل تنظيمها وشارك بها وروج لها ، والحفاظ على اللباس التقليدي أصبح يشكل حتمية مُطلقة لأن الهوية الجزائرية بدون مُكوناتها لاتعني شيئا ولا يمكننا أن نهمل جانباً منها فالجزائري له مقوماته ولغته ولهجته ولباسه وعاداته وتقاليده وهذا مايجعله مُختلفاً ومُتميزاً عن باقي سُكان العالم .
أما العمل الجدي الذي ستشرع فيه وزارة الثقافة هو جمع و إحصاء كل ماهو موروث ثقافي ( عملية جرد واسعة وعامة وشاملة على المُستوى الوطني ) وقد بدأت بهذه العملية سابقاً وستكملها ثم بعدها سنقوم بعملية التصنيف ، فحالياً نحن نحضر لملف تصنيف البلوزة الوهرانية باليونسكو لكننا لن نتوقف عند هذا الحد بل سنواصل عملية تصنيف باقي الألبسة التقليدية بمُختلف ولايات الوطن وعدة أشياء تدور حول محيط هذا اللباس ، والأهم هو أن نجعل الجزائري يتصالح مع نفسه وموروثه الثقافي ومع ثقافته ويفتخر بهويته ويصبح اللباس التقليدي واقع معاش ، يصبح كالعلم الوطني وكجواز السفر و يمثل الهوية الجزائرية لكل مُواطن ، ونحن نعتبر المُصممات والخياطات أصحاب الحرفة العمود الفقري والعنصر المهم والفعال ومباشرة بعد انقضاء عمر هذا المعرض سنركز على هذه الفئة وبالأخص تلك التي نعتبرها مكتبات متنقلة الحرفيات من كبار السن اللواتي يمتلكن الخبرة والمعارف والمهارات ونعمل على تكوين الشباب وحثهم على توارث الحرفة حتى نحقق الاستدامة وتتوارث هذه الحرف الأجيال المتعاقبة وتكتسب تلك الخبرة ونتمنى أن تتجاوب معنا هذه الفئة ولايبخلوا علينا بالمعلومات القيمة التي ستساعدنا في مهمة التصنيف وإقناع الجهات المعنية فاللباس التقليدي أو التراث اللامادي لايمكن حصره بقطعة قماش أو زي معين بل هو الكل المتكامل الذي تعتز به الشعوب وتجتهد بكل ماتملك للحفاظ عليه وفي الأخير أشكر كل الاعلاميين الذين رافقونا طيلة عمر هذه التظاهرة .