فضح المُتسترين بالدين
العرب نيوز ( رؤوس – أقلام ) بقلم رجل الأعمال والكاتب الكويتي عـلـي الـنـقـي عانت مُجتمعاتنا الإسلامية منذ الأزل من تغلغل أهل الأهواء وعبيد الدنيا والسُّلطة والحُكم والمناصب والشُهرة والمال، وعُلماء السوء، ودُعاة الفِتن، المُتستّرين بقناع الدِّين والطائفة والمذهب ولبس العمامة والعباءة، المُتحالفين (في السرائر) مع الشياطين، المُحارِبِين للقِيم والأخلاق، المُتوهمين إمتلاك الحقيقة المُطلقة، والمُستمرئين خداع الناس والعبث في مصائرهم، جاعلين هذا الدِّين لعق على ألسنتهم ومُطية لمآربهم وما درّت معايشهم! .
الغايةُ لديهم -على إختلاف فئاتهم والمكان والزمان- تُبرر الوسيلة، فهُم لم يخرجوا عن صفة أرباب الشقاق والنفاق الذين مآلهم الدرك الأسفل من النار، فبذريعة التكليف الشرعي (زُوراً) يقتلون، ويُكفرون، ويَفتَرون، ويُرهِبون، ويبهَـتون، ويرتشون، ويسرقون، وينهَبون، ويكذبون، ويُدلّـسون، ويُضللون، ويغتابون، وبالفساد يعيثون، وللحرام يُحلّلون، وللحلال يُحرّمون، ثم -بِبالغ السفالة- يزعمون بأنهم أولياء أُمور المُسلمين وأوصيائهم ومُرشديهم، ويذرفون دُموع “الدّجل” على آل بيت رسول الله ﷺ قائلين: “يا ليتنا كُنّا معكم فنفوز فوزاً عظيما” ! .
ولا جريمة أبشع وأشنع سجلها التاريخ لهذه الشرذمة من توافقهم على قتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحُسين بن علي وفاطمة (؏) يوم عاشوراء 61 هـ ، فقد إشتركوا بظُلمه وقهره وخُذلانه واستباحة دمه و حز رأسه الشريف ورؤوس أهله وأصحابه وسبي نسائه، وأسرجوا وألجموا وتهيأوا وتنقّبوا لذلك، ودفعوه عن مقامه ومرتبته، حتى باؤوا (جميعهم) بغضب من الله ﷻ وضُربت عليهم الذِّلة! . ومَثَلهم -في زماننا- كمثَـل أهل الكوفة الذين أعلنوا مُبايعته والقتال تحت رايته المُحمدية ضد الخلافة اليزيدية، وما إن وصلهم سفيره وإبن عمّه مُسلم بن عقيل بن أبي طالب (؏) حتى بايعه نحو 18 ألف شخص ولكن نكث أغلبهم بالعهد وخانوه بعد عطايا السُحت المُغدقة من والي العراق عُبيد الله بن زياد! .
إن المسؤولية تجاه إسلامنا الحنيف تتطلب جُهداً فكرياً وإعلامياً جبّاراً لفضح المُتنكّرين -بشتّـى أصنافهم- ونزع لِثامَهم، وتعبئة الـطاقات للتـصدي لمُنكراتهم، لا سيّمـا مع صمت.. الكثيرين! .